عودة وهران للدولة السادسة
ثم رجع ملك وهران للدولة السادسة المرينية فملكها أبو العباس أحمد ابن أبي سالم إبراهيم بن أبي الحسن المريني سلطان المغرب وذلك أنه لما سمع بموت السلطان أبي تاشفين الزياني خرج من فاس لتازة وبعث ابنه أبا فارس لتلمسان فاستولى عليها وأقام بها دعوة أبيه ثم زاد لوهران ومليانة وما وراءها من الجزائر ودلس إلى حدود بجاية فملكها تلك السنة وانقرضت دولة بني عبد الواد من المغرب الأوسط أمدا والله غالب على أمره. ولا زال السلطان أبو العباس بتازة إلى أن اعتراه مرض كان فيه حتفه فتوفي في المحرم سنة ست وتسعين من الثامن (١).
ثم استدعى المرينيون ابنه أبا فارس من تلمسان فلما جاءهم بايعوه بتازة ورجعوا به إلى فاس فاستقل بالملك وتمهد له المغرب ومنه ذهب ما تعلّق بحفظي من ملوك المرينيين إلى أبي سعيد ثم منه إلى محمد بن أبي ظريف بن أبي عنان ثم منه إلى آخر ملوكهم عبد الحق بن أبي سعيد الذي خلعه السيد محمد بن علي بن عمران الإدريسي الجوطي وتولى مكانه سنة خمس وسبعين من التاسع (٢) فلذلك لم أذكرهم ولكون وهران خرجت عن ملكهم بالكلية بل لم يملكها إلّا من تقدّم ذكره منهم.
عودة وهران للدولة الخامسة
ثم رجع ملك وهران للدولة الخامسة الزيانية فملكها أبو زيان محمد ابن أبي حمّ موسى بن يوسف الزياني وبه انقطع ملك بني مرين بالمغرب الأوسط فلم يملكه أحد منهم. وذلك أن أبا تاشفين بن أبي حمّ موسى بن يوسف الزياني لما توفي على سرير الملك كما مرّ ، تولى بموضعه ابنه أبو ثابت فبقي في الملك أربعين يوما ودخل عليه عمّه أبو الحجاج فاغتاله. ثم تولى عمه أبو الحجاج
__________________
(١) الموافق ١٣٩٣ ـ ١٣٩٤ م.
(٢) الموافق ١٤٧٠ ـ ١٤٧١ م.