(ص ١٣٨) غربي شمالها وجنوبها ، فهي جزيرة / غير كاملة لكونها لا تتصل بالبر إلّا بجبل البريني الفاصل بينها وبين إفرانسا فهي في أقصا جنوب أوروبا الغربي وليس بينها وبين عدوة الغرب إلا بوغاز جبل طارق القليل العرض. ومساحتها خمسمائة ألف كيل متر وهي خمسمائة ألف ميل يزيد أو ينقص شيئا لأن الكيل متر عند النصارى يشابه الميل عندنا تقريبا. وملكهم منذ مدة مديدة وهو يلقب بالملك الكثوليكي ومعناه المتبع للبطرك وهو الباب (١) وابتداء ملكهم في القرن الخامس من الميلاد المسيحي على صاحبه وعلى نبينا وكافة الأنبياء الصلاة والسلام وكانوا على عدة ملوك.
واختلف في أول من ملك أرض الاسبانيين وهي الأندلس للآن على أربعة أقوال. فقال بعض مؤرخي النصارى أن أول من ملك أرض الإسبانيين هم الإبريّون نسبة إلى جدهم الابر مجهول الأصل ، ثم الفنيسيان ، قيل أنهم الفرس وملوكها مدة ثم اليونانيون نسبة لجدّهم يونان بن يافث ، ثم القرطاجيون ، وبنوا بها مدينة يقال لها قرطاجنة ، ثم الرومان ومنهم الروم ، ثم الفندال وهم أمة من الجهة الجوفية من بر الافرنج خرجوا من بلدهم الكائنة بقرب بحر البلطيك ومرّوا ببلد الجرمانية وهي بلد النامسة (٢) وبلد الغول وهي إفرانسا وتوجهوا في أوائل القرن الخامس المسيحي إلى اسبانيا وهي بلد الأندلس فاستقروا بها وتدينوا بدين المسيح عيسى بن مريم عليهالسلام. غير أنهم كانوا يعدون من الروافض المتبعين لشيخ يقال له أريوس ، ثم الإفرنج ، ثم القبريقوا (٣) ، ثم العرب في آخر القرن الأول من الهجرة ، ثم الإسبانيون استقلالا للآن بعد أن حاربوا المسلمين عليها نحو الثمانمائة سنة. وقال آخر منهم أن المملكة الإسبانية كانت تحت حكم الرومان ، فيما مضى من قديم الزمان ، وفي آخر القرن الأول من الهجرة فتحها الإسلام وبقيت ملوك النصارى مع الإسلام في حروب متتابعة مدة ثمانمائة سنة إلى أن غلبت النصارى المسلمين عليها سنة سبع وتسعين وسبعمائة من
__________________
(١) يقصد الباب في روما.
(٢) يقصد بلاد النمسا.
(٣) يقصد القريقواريون نسبة إلى قريقوار.