اثنان وثلاثون أصبعا والزائد يغيض إلى الرمال ثم يصب إلى أنهار فيصل لبطحتين ويخرج منهما للبطحة المجمعة فيشق جبالها المعترضة ويخرج نحو الشمال مغربا فيخرج منه نهر واحد ويفترق في أرض النوبة فتصب منه فرقة إلى أقصى المغرب والأخرى إلى مصر منحدرا منها إلى أسوان ثم ينقسم في صحاري البلاد على أربعة فرق كل فرقة إلى ناحية ثم يصب في بحر الإسكندرية. وأن رجلا من ولد العيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهالسلام يسمى حايد لما دخل مصر ورأى عجائبهاءالا (كذا) على نفسه أن لا يفارق النيل إلى منتهاه أو يموت فسار ثلاثين / سنة في العمران ومثلها في الخراب حتى انتهى إلى بحر أخضر فرأى النيل يشقّه (ص ١٤٣) فركب به دابة سخرها الله له وعدت زمانا فوقع في أرض حديد جبالها وأشجارها حديدا ثم أخرى نحاسا جبالها وأشجارها كذلك ، ثم على ثالثة فضة جبالها وأشجارها فضّة ، ثم رابعة ذهبا جبالها وأشجارها كذلك ، ثم انتهى إلى سور متّسع من ذهب وفيه قبّة عالية من ذهب لها أربعة أبواب : ثلاثة تغيض في الأرض وهي سيحون ، وحيحون ، والفرات ، والرابع يجري على الأرض وهو النّيل وأنه أتاه ملك حسن الهيئة فسلم عليه وقال له هذه الجنة سيأتيك رزقك منها فلا تؤثر عليه شيئا من الدنيا فبينما هو في ذلك إذ أتاه عنقود عنب له ثلاثة ألوان أحدها كاللؤلؤ ، والثاني كالزبرجد الأخضر ، والثالث كالياقوت الأحمر ، فقال له الملك يا حايد هذا من حصرم الجنة فأخذه ورجع فوجد شيخا تحت شجرة تفاح فحدّثه وأنّسه وقال له يا حايد خذا هذا التفاح وكله فقال إن معي طعاما أغناني عن تفاحك فقال صدقت إني أعلم به وبمن أتاك به وهو أخي وهذا من الجنة أيضا ولم يزل به الشيخ إلى أن أكل منه وحين عضّ على التفاحة رأى الملك يعضّ على أصبعه ويقول له أتعرف هذا هو الذي أخرج أباك من الجنة ولو قنعت بالعنقود لأكل منه أهل الدنيا ولم ينفذ وهو الآن مجهودك إلى مكانك فبكى حايد وندم وسار حتى دخل مصر وصار يحدّث بما رأى في سفره من العجائب. ه.
جبال العالم
وجملة جبال الأرض سبعمائة وتسعون جبلا وكلها طويلة عظيمة وارتفع عليها جبل بالشام باثنا عشر ميلا. وإلى عدد هذه الجبال وارتفاعها وارتفاع جبل