موروث لأكابر عن أكابر وأن هذا الكتاب عندهم يتوارثونه محفوظا مطيبا في حلة خضراء في وسط صندوق من ذهب مملوء مسكا وطيبا تعظيما وإجلالا لحقه ، فقضى له أمير المؤمنين مآربه وذلك سنة سبع وستمائة ه (١). والروم هم بنوا الأصفر وسمّوا بذلك إما لكون جدهم اسمه الأصفر أو لأنه كان أصفر اللون أو لأنه كان بخديه خاصة صفورة ، أقوال ثلاثة. وكان اجتماع الإسبانيين على ملك واحد سنة ثمان وثمانين وثمانمائة من الهجرة (٢).
قائمة ملوك الإسبان
وأول ملوكهم المجتمعة عليه تلك السنة فردنند وزوجته إيزابيلة مشتركين (ص ١٤٨) في المملكة / وبقي في الملك خمسا وثلاثين سنة وخلع. ولما استقر في الملك غزى (كذا) غراطة في رجب سنة خمس وتسعين من التاسع (٣) وبها سلطانها أبو عبد الله محمد حسن فنزل بمرجها وأفسد زرعها ورجع ثم جهز لها جيشا عظيما في ثاني عشر جمادى الثانية ست وتسعين منه (٤) فنزل بمرجها أيضا وحاصرها وضيق عليها إلى أن أخذها صلحا على سبعة وستين شرطا وقعت بينه وبين أهلها منها : أن يكون التأمين بجملة الناس ، وأن يكون بقاؤهم في أماكنهم ، وأن يقيموا (كذا) شريعتهم كما كانت ، وأن لا يتعرضوا لها بتغيير ولا استثناء أمور ، وأن تبقى المساجد على حالها ، وأن تبقى الأوقاف على حالها ، وأن تكون الحرية لجميع المسلمين مؤبدة ، وأن لا يدخل نصراني دار مسلم ، وأن لا يغصبوا أحدا ، وأن لا يتولى على المسلمين يهودي ولا نصراني ، وأن يطلقوا جميع أسارى غرناطة ، وأن من هرب من أسارى غيرها لها لا يرد لمالكه بل يأخذ ثمنه من عند السلطان ، وأن من أراد الانتقال لا يمنع ، وأن الذهاب يكون في مدة معينة في مراكب السلطان بلا كراء ، ومن زاول الأجل فيلزمه الكراء مع تعشير ماله ، وأن لا يؤخذ أحد بذنب غيره ، وأنّ من أسلم من النصارى لا يلزم
__________________
(١) الموافق ١٢١٠ ـ ١٢١١ م.
(٢) الموافق ١٤٨٣ ـ ١٤٨٤ م.
(٣) الموافق ١٤٨٩ ـ ١٤٩٠ م.
(٤) الموافق ماي جوان ١٤٩٠ م.