وستين من العاشر (١) ولما فرغ من القتال أمر بجمع الرؤوس فجعلت تلا إلى أن رءاها (كذا) نصارى مرجاجو بوهران. وفي هذا الفتح قال بعضهم من بحر الرّجز :
فتح خير الدين مزغران |
|
مرتجيا لفتحه وهران |
في يهّ قعدة زوال الجمعة |
|
سنة هرّ قصخ فاستمعه |
وهذه القصة عند الناس |
|
مشهورة بقصة الفرطاس |
غارات الإسبان على تلمسان ومعسكر
وغزوا سابقا تلمسان سنة تسع وأربعين من العاشر (٢) فدخلوها عنوة وربطوا دوابهم بجامعها الأعظم حتى خرجوا مختارين بعد إقامة نحو الثلاثة عشر يوما ويقال أن قراب الخالفي جد القراريب الذين منهم الحاج بالضيف آغة مستغانيم ومحمد ولد علي الشريف بن يوسف التحلايتي وكيل محكمة سيق هو الذي أتى بهم في الفترة الكائنة بين بني عبد الوادي والأتراك وقصته متواترة على ألسنة الناس. وغزوها أيضا سنة خمسين وإحدى وخمسين من العاشر (٣) مع أميرها أبي عبد الله محمد بن المسعودي حفيد رضوان العلج في أربعة عشر ألفا فدخلوها عنوة ومكثوا بها نحو الشهرين وخرجوا مختارين. قال الحافظ أبو راس في الحاوي أن / السيد محمد الشريف الزهار المار الذكر قال للمرابط عبد الله الملقب (ص ١٥٦) إخلّال ، النصارى يأخذون تلمسان فقال له كيف وأبو مدين فيها فقال يطوّق على بطنه ونحو هذا الكلام فكان كما قال أخذوها الكفار وأسروا حرمها وأفسدوها وخربوها وقت قدوم أبي عبد الله بهم من وهران سنة خمسين وتسعمائة ه. وقد حرك لها أبو عبد الله بالنصارى على أحمد أبي زيان مرارا. ففي الأولى أتاها سنة سبع وأربعين من العاشر (٤) ولم يحصل على طايل ، وفي الثانية أتاها سنة ثمان وأربعين من العاشر (٥) ولما سمع به أخوه أحمد جهز لقتاله جيشا لنظر
__________________
(١) الموافق ٢٩ أوت ١٥٥٨ م.
(٢) الموافق ١٥٤٢ ـ ١٥٤٣ م.
(٣) الموافق ١٥٤٣ ـ ١٥٤٥ م.
(٤) الموافق ١٥٤٠ ـ ١٥٤١ م.
(٥) الموافق ١٥٤١ ـ ١٥٤٢ م.