لها دار الهناء فلم يكن إلا يسير وإذا بجند النصارى واقف في حافة الواد الشرقية ومعهم بني عامر ولما لم يروا أحدا رجعوا من غير عبور للنّهر ثم أولاد سيدي العبدلي المرة بعد الأخرى ولم ينتج لهم شيء من ذلك. قال الحافظ أبو زيد عبد الرحمان الجامعي في شرحه لرجز الحلفاوي وحدثني المرابط أبو الحسن علي بن حسّون العبدلي إنهم كانوا لا يهنأ لهم نوم إلّا إذا جعلوا حارسا ومهمى (كذا) ينم أحدهم نجده يهذوا (كذا) بإغارة النصارى ويصرخ في نومه من شدة خوفهم.
غارات الإسبان على مدينة الجزائر
وقد غزوا الجزائر مرات. ففي الأولى غزوها قبل دخول الترك لها وتملكهم بها فملكوا برج مرساها الذي بوسط البحر في الجزيرة حيث برج الفنار الآن وصار لهم جباية حجيجة ، وضرائب على أهل متيجة ، وبقوا على تلك الحالة إلى أن دخلها الأتراك فنشأ معهم السيد حسن خير الدين بن المدلية أول باشة بالجزائر الحرب وأدامه معهم إلى أن فتح البرج عنوة سنة ست وأربعين من العاشر (١) وجعل في البحر طريقا تصل للبرج. وفي الثانية غزوها سنة ثمان وأربعين من العاشرة (٢).
حملة شاركان الكبرى على الجزائر عام ١٥٤١ م
وسبب قدوم البلادور لها أنه كان عمّر مركبا من مراكبه وأوسقه بالمال والسعة وبعثه لوهران فأخذه رايس من رؤساء الجزائر يقال له كجك علي ودخل به للجزائر بعد ما وقع الحرب بينهما فوجد فيه رايسا (كذا) عظيما مع جملة الرؤساء ودخل في شهرة عظيمة ثم أن كجك أحضر هذا الرايس إلى حسن آغة
__________________
(١) الموافق ١٥٣٩ ـ ١٥٤٠ وهذا التاريخ خطأ ، لأن برج البينيون هذا أنشأه الإسبان في حدود عام ١٥١١ ـ ١٥١٢ واستعاده خير الدين في شهر ماي ١٥٢٩ م ، الموافق لرمضان عام ٩٣٥ ه.
(٢) الموافق ١٥٤١ م.