التحرير الأول لوهران عام ١٧٠٨ م
ثم فيليب الخامس وولده ألوى (١) الرابع عشر وهو ببطن أمه وتولى سنة سبعة عشر ومائة وألف (٢) وبقي في الملك أربعة وعشرين سنة وبقيت وهران كسائر مملكة إسبانيا تحت حكمه واشتدت شوكة النصارى على المسلمين إلى أن تولى بوقته شريف النسب ، وكثير اللجين والذهب ، إمام جامع المجادة الأزهر ، وبدر مطالع السعادة الأزهر أبو الفتوحات الربانية القائم في أيالة / محروسة الجزائر (ص ١٧٢) بتصرفات الدولة العثمانية ، أبو عبد الله محمد خوجة بن علي داي الجزائري الدار ، النكدلي المنشأ القرشي النجار المعروف ببكداش ، المنصور بالله على النصارى الأوباش ، قدس الله روحه وبرد ضريحه ، باشة بالجزائر ، التي هي مأوى لكل قاطن وزائر ، يوم الجمعة منسلخ ذي القعدة الحرام ، سنة ثمانية عشر من القرن الثاني عشر (٣) بلا انصرام ، بعد عزل الباشة الذي قبله الشريف السيد حسين خوجة ، الصائر للأمور المحوجة ، جهّز الجيوش لباي الجهة الغريبة المجتمعة الخالية الفواتي الموافق لها في سائر الأحوال المواتي أبي الشلاغم مصطفى بن يوسف المسراتي إعانة له لما هو فيه من الحصار لوهران في جيشه المخصوص به من الترك والعربان لنظر صهره ورديفه السالم من جميع المحن ، وزيره أوزن حسن فجاء بالجيوش برا وبحرا ، وخيموا على أرجائها سهلا ووعرا ، في جنة المأوى ورهبة من نار السعير ، وصارت الجنود البحرية تنزل بمرسى رزيو ثم تذهب لوهران ، فرارا من المانع بالبحر من المراكب المشحونة بالعديان (كذا) فحاصروا وهران وضايقوها من كل وجه متفق ومتخالف واشتد القتال وكثر النزال بها مدة والحرب مترادف ، وشوهد للمسراتي في حال الحروب أمور عجيبة ، وحملات على الأعداء غريبة ، بانت فيهما شجاعته وكفايته وفراسته وعنايته ولا زالت جيوش الإسلام تحاربها وتنال منها الغنائم والمثوبة والاجراء (كذا) وتراوحها وتصابحها وتعالجها بالقتال الذريع إلى أن فتحوها عنوة وقهرا ، وذلك
__________________
(١) يقصد لويس.
(٢) الموافق ١٧٠٥ ـ ١٧٠٦ م.
(٣) الموافق ٥ مارس ١٧٠٧ م.