الجزائري أن ذاك في خمسة عشر من العاشر (١) وبه قال العلامة السيد الحاج أحمد بن عبد الرحمان الشقراني في تاريخه : القول الأوسط في وقايع المغرب الأوسط. وقال بعضهم في اثنين وعشرين من العاشر (٢) وقال اليفريني في نزهة الحادي أنهم ملكوا الجزائر في ثلاث وعشرين من العاشر (٣) وبه قال الحافظ أبو راس أيضا في عجائب الأخبار ، وأما الحافظ أبو زيد عبد الرحمان الجامعي في شرحه لرجز الحلفاوي فإنه قال في بضع وعشرين من العاشر فقد أجمل لأن البضع من الثلاثة إلى التسعة. وقال الحافظ أبو راس أيضا في موضع آخر من الشماريخ أنهم ملكوها في الخامس والعشرين من العاشر (٤) وبه قال الخوجة السيد مسلم بن عبد القادر الحميري في رجزه حيث قال :
في عام كه من القرن العاشر |
|
كان ابتداء الترك بالجزائر |
وامتدّ ملكهم بها كافاوسين |
|
حتى إذا كمل الوعد كان البين |
قائمة الحكام الأتراك بالجزائر
فأول بشاواتهم بالجزائر حسن خير الدين بن المدلية وسمي بذلك لكون أمه من مدينة يقال لها المدلية (٥) ووجه ذلك أن السلطان محمد فاتح القسطنطينية ابن السلطان مراد أحد ملوك بني عثمان افتتح مدينة في بعض جزر البحر يقال لها المدلية وأنزل فيها حامية من الترك فبعثوا له أن يأذن لهم في تزويج بنات أهل الذمة من نصارى جزيرة المدلية فأذن له فتزوج والد السيد حسن خير الدين بامرأة منهم فولدت له عروجا وهو الأكبر وخير الدين وإسحاق. فخير الدين هو سبب سعادة الترك وانتشار صيتهم بالمغرب فكان وجهه للصباحة ولسانه للفصاحة ، ويده للسماحة ، وعقله للرجاجة. وكان بالغاية القصوى في الزهد والورع والإنابة
__________________
(١) الموافق ١٥٠٩ ـ ١٥١٠ م.
(٢) الموافق ١٥١٦ ـ ١٥١٧ م.
(٣) الموافق ١٥١٧ ـ ١٥١٨ م.
(٤) الموافق ١٥١٩ م.
(٥) الحقيقة أن المدلية نسبة إلى جزيرة مدلى التي تسمى ميتيلان بأرخبيل اليونان. كما تسمى أيضا ليسبوس.