الباي محمد أبو طالب المجاجي المسراتي
ثم أخوه محمد أبو طالب المجاجي تولى بموضع أخيه مصطفى وبقي في الملك تسعة أعوام ومات قتيلا من الدولة ، وهو الذي ترك زيارة أولاد سيدي عابد ابن الزرقا واشتغل بزيارة ولي الله أخي حمّ العياشي المغراوي بعياشة أحد بطون مغراوة بشلف فذهب وزاره بتسعة دنانير ذهبا وسأل منه المملكة فقال له هي لك وتبقى فيها بعدد ما أعطيت ولو زدت في العدد لزيد لك فيه أيضا ولما سمع ولد سيدي عابد بذلك قال إن أبي صرّهم في صرّة وإني قطعتهم في مرة ، لم يملك بعد هذا إلا قايد صاحب المقبرة ، ولينفعهم العياشي لما تركوا خدمة صاحب الدشاشي ، وهذا سيدي عابد هو مدفون بمقبرة البراق وهو الجبل المطل على القلعة. وكانءاغته الطود الأعظم والكنز المطلسم ، ذو الأقوال والأفعال المحمودة ، البحثاوي السيد ابن عودة ، وقتله المجاجي المذكور بسبب أنه رءا (كذا) كلمته قد علت عند العرب والأتراك ، وخاف منه التولية بموضعه أو توقيعه في بعض الأشراك ، فقتله غدرا ، ولما لم يطلع أحد على ذلك ذهب دمه هدرا ، وفرّ أخوه إسماعيل بأخوته وأمه إلى الغرابة فاستقر عند أبي علام بن الحبوشي رايس الغرابة في أمن وأمان ، وعزّ واطمئنان (كذا) ثم قال له أبو علام في بعض الأيام يا إسماعيل قد اشتد الطلب عليكم وقد خشيت على نفسي وعليكم من الوشاة أن يتملقوا / بكلامهم عند الباي فيمكر بالجميع والآن إني أبعثكم عند (ص ٢١٩) دموش ولد لشحط العلياوي رايس أولاد علي فتمكثون عنده في الأمان على نظري حتى ننظر في عواقبكم بما قدره الله تعالى ولا يكون إلا خيرا فساعده إسماعيل على ذلك وارتحل بأمه وأخوته لأولاد علي وقد زوده أبو علام بكل ما يريد فنزل عند دموش وبقي هناك إلى أن تزوج دمّوش بأم إسماعيل فصاروا في أمان مع نظر أبي علام ثم إن إسماعيل لما كبر واشتهر بالشجاعة ركب فرسه وذهب لأم عسكر لسوقها خفية فقضى مئاربه (كذا) ولما رجع ألفى بالطريق أسدا فقتله ثم تعرّض به بعض المغاطيس بطريقه وهم ثلاثة فقتلهم وحين وصل لبيته تحدّث في الدوار بما وقع له فمن الناس من صدق ومنهم من ضحك ومنهم من كذب فقال لهم مربيه وكان رجلا عارفا بالأمور من جملة أعيان أولاد علي لا تكذبوا ولدي في قوله ولا تضحكوا عليه فإنه صادق في