ذلك وتعرفون بسالته وشهامته وإن تماديتم على ذلك فإني أعلم والده دموشا بذلك ويحل بكم الانتقام ثم أنه قال لإسماعيل اركب فرسك وامش بي لذلك فركب كل منهما فرسه ومعهما أصحابهما وذهبوا للمحل فألفوا الأسد والمغاطيس قتلى فسلخ مربيه الأسد وأخذ جلده به رأسه واجتزّ رؤوس المغاطيس وحملهم على أعمدة وذهب بهم للمعسكر فأعطاهم للباي وهم عصمان صهر المسارتية فقال له من فعل هذا فقال له إسماعيل ولد آغا البشير ابن بحث وأخو آغا بن عودة ولد البشير بن بحث فال عصمان نحبك تأتيني به لما الأثر لم ينقطع فالحمد لله (ص ٢٢٠) على ذلك فأتاه به فجعله / خليفة على آغا المخزن وهو الشريف الكرطي التّلاوي.
الباي مصطفى قائد الذهب المسراتي
ثم أخوه مصطفى قائد الذهب لقّب بذلك كثرة جوده وإعطائه الذهب للناس ويقال له باي المحال تولى يوم موت أخيه المجاجي ، وهو سنة خمس وخمسين ومائة وألف (١) وبقي في الملك ستة أعوام ثم قام عليه صهره زوج أخته خروفة وهو الحاج عصمان بن إبراهيم ففرّ منه لوهران عند الإسبانيين. وسببه أن أخاه محمد زرق العين كان متزوجا بابنة دلّة الحشمي أحد أجواد الحشم وكان أكبر من قايد وخليفة عليه فقال قايد لأخ زوجة أخيه زرق العين أقتله غدرا ولك ما تحب من المال ونوليك شيخا على عرشك فذهب له صهره وقتله غدرا وأخبر قايدا بذلك ثم خشي من قايد وفرّ لعرشه فندم قايد على قتل أخيه ولما اعتدت زوجة أخيه تزوجها فبقيت عنده مدة ولم ير منها إحسانا فقال لها ذات يوم أيتها الزوجة كيف لا تحسني به وأنا قائد المسراتي فقالت له إن كنت قائدا كما يحكى عنك وتقوله أنت فطلقني لأنك لا توافقني وأنا لا أوافقك بعد قتلك لأخيك ولا شك أن الله ينتقم منك كما قتلته غدرا فطلقها ثم أنه نظر من المسارتية والرعية ما يكرهه وانتشرت الأقاويل بأنه قتل أخاه لأجل زوجته مع قيام عصمان عليه ففرّ لوهران وبقي بها إلى أن لحقه المحال بنجوعهم فارين من عصمان لما صال
__________________
(١) الموافق ١٧٤٢ ـ ١٧٤٣ م.