الشحط وصيّر كلّا منهما رئيسا (كذا) على قبيلة ولما توفي أخوه الموفق ترك ولده قادي في حجره فزوجه بابنته هكذا قيل والله أعلم.
الباي الحاج خليل
ثم / الحاج خليل باي تولى سنة خمس وثمانين ومائة وألف (١). وكان (ص ٢٢٧) مبغضا للعلماء والأولياء وغيرهم من أهل النفع. وتوفي بتلمسان سنة اثنين وتسعين ومائة وألف (٢) فدفن بقبة سيدي محمد السنوسي جيرة ضريحه. وسبب موته دعاء الشيوخ الثلاثة عليه بالهلاك وهم : سيدي المداني بن عطاء الله العمراني الغريسي شاعر الرسول صلىاللهعليهوسلم وأصحابه والأولياء رضياللهعنهم ، وسيدي الحاج الموفق الكبير بن سعيد الشقراني ثم البوشيخي ، وسيدي أبو ترفاس محمد ابن محمد الساحلي شيخ الطلبة بالساحل. فالشيخ المدني ورفيقه واعدهما خليل بالقتل إذا رجع من سفره فاشتغل الأول بالاستصراخ بشيخ الشيوخ سيدي عبد القادر الجيلاني في عروبيته الملحونية يقول في بعض أبياتها :
الباي خليل لا ترده من ذي التغرابا يا الجيلاني بابا حلف فيّ وقال لي من السّور ناليك.
واشتغل الثاني بالعبادة بأن تطهر ليلة طهارة كبرى وانفرد وحده وشرع في الصلاة بالقرآن العزيز وهو قائم على رجل واحدة إلى أن ختمه في ركعة واحدة ولما نام كل منهما أتا الهاتف لكل منهما وبشره بهلاك الباي في سفره وأنه لا يرجع لأهله. ولما استيقظ كل منهما بعث رسولا لصاحبه يبشره بهلاك الباي فالتقى الرسولان برأس الماء وأخبر كل صاحبه فرجع الرسولان من هناك بعد التحويط على محل الاجتماع. وأما الشيخ أبو ترفاس فإنه غزاه الباي خليل بمدشرة بالساحل وأخذ قيطنته وفرق طلبته وهمّ بقتله لو لا أن الله عصمه منه فقال له أبو ترفاس نحن مساكين لا معرفة لنا بالملوك ولا دخول لنا في شئونهم
__________________
(١) الموافق ١٧٧١ ـ ١٧٧٢ م.
(٢) الموافق ١٧٧٨ م.