ذو المفاخر أعيته مآثره |
|
من دون أدناها وقفوا على العدم |
وبالجملة فإن ما قيل فيه من المدح حال سكناه بالمعسكر وفتحه لوهران وبعد فتحه إياها وسكناها كثير ، يقلّ حصره وتضيق به الدفاتير (كذا). وقصة فتحه لوهران مشهورة ، مقرّرة مسطورة ، ألّف فيها العلماء كالحافظ النقاد ، النور الوقاد ، العلامة الماهر أبي راس محمد بن الناصر والحافظ البارع ، العلامة الجامع ، السيد مصطفى بن عبد الله الدحاوي وغيرهما عدّة تآليف ، وصنف فيها ما بين النثر والنظم جملة تصانيف ، وقد مرّ لنا بها طرف من ذكرها ، حسبما نتجته / القريحة من بنات فكرها. (ص ٢٣٣)
منشآت الباي محمد بن عثمان بوهران ومعسكر والبرج
ثم أن هذا الباي المراد ، الحاصل نفعه لجمع العباد ، أمر بالهام من الله تعالى في اليوم الحادي والعشرين من فتحه إياها بهدم الأبراج الموالية للبروهي برج مرجاج وبرج رأس العين الكبير والصغير وبرج الويز وبرج فراند وبرج كالوص (كذا) وأشباههم من الأبراج الموالية للبر ومن عادته رحمهالله أنه مهمى (كذا) أشار برأي إلّا كان فيه الخير والسداد وغرضه بذلك رفع الضرر عن المسلمين. وحسما لمادة النصارى فإن الباي أبو الشلاغم لما فتحها أولا ترك الأبراج بلا هدم ولما رجع لها النصارى كان أول ضرر حصل للمسلمين من تلك الأبراج فلذلك أمر رحمهالله بهدمها. ولما استقل قدمه رحمهالله بها جمع لسكناها الناس من كل فج ومكان ، وأمرهم بتعميرها ليتم في الغاية الإيمان ، فبعضهم بالإقطاع وبعضهم بالبيع بلا نزاع ، إلى غير ذلك من الوجوه الصادرة من أمير المؤمنين ، وثمن المبيع عمّر به بيت مال المسلمين. وفي يوم دخوله لها بأهله ومخزنه بغاية نيله ، قدم أمامه العلماء والصلحاء وبيدهم صحيح البخاري تبركا به وتيمنا بفضله ، فحقق الله رجاءه ، ونشر صيته ودمر أعداءه ، وبنا (كذا) بالموضع الذي وقف به فرسه عند الباب للواقف مسجد الصلاة الخمس والجمعة يعرف عند الناس للآن بجامع بالناصف لكونه كان به وكيلا ، وبأموره قائما كفيلا. ثم بنا (كذا) في السنة السابعة والمائتين والألف (١) قبّة البرج الأحمر
__________________
(١) الموافق ١٧٩٢ ـ ١٧٩٣ م. ولا أثر اليوم لمسجد بناصف ولو أن البعض يذكر أنه المسجد ـ