بيوتا من اللوح لسكناهم. قيل وتلك الززلة هي سبب فتحها كما مرّ. وهذا الباي المنصور هو الذي جعل على المخزن رايسين (كذا) أحدهما كبيرا وهو آغا الدوائر والآخرة صغيرا وهو قائد الزمالة وإلّا فكانوا قبله تحت رايس (كذا) واحد وهو القائدءاغة وكان من الدواير لا غير كما مر. وأول من تولى ذلك من الزمالة مصطفى بن قرادة فإذا تولى قدور بن إسماعيل الكبير فإنه يتولى مصطفى بن قرادة وإذا تولى محمد الزحاف ولد الشريف الكرطي التلاوي فإنه يتولى قدور بن علي وهلمّ جرّا.
الباي عثمان بن محمد
ثم ابنه عثمان بن محمد بن عثمان وهو ثالث بايات وهران ، وأبوه ثانيهم ، وأبو الشلاغم المسراي أولهم. كما مرّ. تولى سنة ثلاثة عشر ومائتين وألف (١) بعد موت أبيه بأيام قلائل وبقي في الملك ثلاثة أعوام غير شيء. ولما تولى نقل الحكومة من البرج الأحمر إلى القصبة التي بأعلا البلانصة من ناحية مرجاجو واشتغل ببناء المعالم المرونقة ، والغرف المعددة المزوّقة ، والقصور المشيدة ، (ص ٢٣٨) والأساطين الكثيرة المعددة ، وغرس / الأشجار ذات الفواكه والروائح الطيبة المختلفة ، وجرى المياه في القوارير الموتلفة وأعرض عن المملكة باللّبّ وأقبل بكله على اللهو والطرب ، فانهمك فيه انهماك بعض ملوك العرب ، فصار مجلسه لا يخلوا (كذا) من الأدباء الظرفاء ، والسادات الأعيان والشرفاء ولم يلتفت لما كلفه الله به من أمور الرعية ، بل جعل ذلك نسيا منسيا بالكلية. وكان من جملة ندمائه حقا ، وأظرفهم خلقا وخلقا ، الفقيه اللبيب ، الكعب الأريب ، الآخذ من كل علم وافر نصيب الحائز للآداب بالكمال المرعي ، السيد محمد بن الجيلاني الخروبي ـ القلعي ، الذي قال فيه الفقيه الحاذق ، البارع السابق ، الخرير الماهر السيد مسلم بن عبد القادر ، هاتين البيتين بمدحه فيهما بدون مين :
ونديم لأبي محمد عثمان |
|
مصدّر في كل شيء فقيه |
__________________
(١) الموافق ١٧٩٩ م.