سبعة سرد ، وواحد فرد ، تولى سنة خمسة عشر ومائتين وألف (١) ، وكان رجلا عاقلا لكنه جبانا أدته جبانته للشقاوة حتى هاجت في أيامه هيجانا عظيما عامة درقاوة. وقد أشار عليه بعض الأولياء بقوله (كذا) سيأتي مصطفى عصي ، هو فوق الكرسي والناس تعصي. وفي السنة الثانية من ولايته وهي سنة ستة عشر ومائتين وألف (٢) غزى (كذا) أهل انقاد غزوته الذميمة فهزموه الهزيمة العظيمة ، مات فيها جملة من رؤساء مخزنه الأعيان منهمءاغته بن عودة بن خدة وللجنان ذهبوا ، واشتدت الهزيمة حتى أسّروا وسلبوا ، وهي أول واقعة وقعت بهذا الوجه في المخزن ، فدخله بها الرعب والوهن بعد أن كان في أحواله بالقلب هو المطمئن ، وكثر طمع الرعية في شبه ذلك وقد مسّ المخزن بعض الجبن والكسل من ذلك ، لا سيما إذا كان الأمير جبانا خوالا ، فلم يزدهم ذلك إلا جبنا وكسالا (كذا) لأن الرعية تابعة للراعي في الصلاح والفساد وأحوال المراعي ، والجيش إذا كان رايسه (كذا) أسدا فهو بذلك جدير ، وإن كان بعكس ذلك فهو بحسب الأمير ، قال الشاعر :
المرء في ميزانه أتباعه |
|
فاقدر إذا قدر النبيّ محمّد |
أسباب ثورة درقاوة
وسبب قيام درقاوة ، أهل الحالة الدالة على ذمّ وشقاوة ، أنهم عامة ينتحلون العبادات ، ويتلبسون على الناس ببعض الخيالات. ـ يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفّف وهم في أحوالهم في غاية التلطف لإنالة مالهم به التوصّف ، يجتمعون في الأسواق والطرق والفنادق ومراح الدواوير والمقابر والمواسم والزوايا حلقا حلقا ويذكرون لا إله إلا الله جهرا مناوبة / ثم يذكرون الاسم المفرد بالأصوات (ص ٢٤١) المتجاوبة ، ثم يقومون للشطح والرقص بعد الأكل الكثير ، إلى أن يغمرهم العرق والتشرير ، ويركبون على القصب والكلخ وما هو كالعهن المنفوش ، ويعلقون القرون وقلائد الببوش ، ويتسابقون على تلك الحالة ، ويعتقدون أنهم على أكمل
__________________
(١) الموافق ١٨٠٠ ـ ١٨٠١ م.
(٢) الموافق ١٨٠١ ـ ١٨٠٢ م.