العثمانية فقتلوا عن آخرهم ولم ينج إلّا من فر بنفس وعصمه الله من مكرهم. قال ثم رجعا لوهران ودخلاها وبها قتل عمرءاغة الباي الرقيق بأشر القتل ، ونكل به بأشد النكل ، فسلخ رأسه وهو حيّ وفعل به فعلا شديدا وملّاه بعد السلخ بالقطن وبعثه للجزائر فعلّقوه على عمود طويل وتركوه به زمانا مديدا ، وقتل أولادهم وهم صغار ولم يتق فيهم رب العالمين ، وقتل بعض خدامه وصار بهم ما صار بالبرامكة مع الملوك العباسيين. وقال فيه كل من السيد حسن خوجة والسيد مسلم بن عبد القادر أبياتا ، فأما التي قالها السيد حسن ذهبت عن حفظي ، وأما التي قالها السيد مسلم خذها إثباتا :
ظننت برأيك أنه صلاح |
|
كلا والله ذلك الفساد |
من يستقل بالرأي ليس عاقل |
|
لا خير في رأي يعقبه الفساد |
وفعلك ذا يؤدي إلى النكال |
|
وفيه حتف لمن غرّه الرقاد |
/ غررت بنفسك والآل كلا |
|
ما لهم ذنب لا ولا المراد |
(ص ٢٨٢) حتى بقوا نساؤهم يهمن |
|
في كل وطن وأتلفت الأولاد |
أبو راس يرثي الباي بوكابوس
قال وطلع في أيامه نجم غير معهود الطلوع قبل ذلك ، من الشمال ذا ذنب طويل شعاعي وأدام أياما ثم أفل ولم ير بعد ذلك. ولما مات هذا الباي قال فيه الحافظ أبو راس ما ذكره في رحلته التي اسمها : فتح الإلاه ومنته ، في التحدث بفضل ربّي ونعمته ، من المدح والثناء الجزيل ، والترحم له بالترحم الجميل ، ما نصّه : ولمّا افتقرت مصريتنا بيت المذاهب الأربع للترفيع وأردت تجديد تبييضها وبعض ترميمها وتقييضها ، ذكرت ذلك للباي الأسعد الأقعد الأمجد ، الأنجد الأوحد ، عزيز النصر ، ونخبة العصر ، وريحانة الدهر السادل على الرعية الأمن والأمان ، الباي السيد محمد بن عثمان ، اتحفه الله بالرضى والرضوان وألحفه مطاريف التكريم والحنان ، فبعث لي مع ساقه مائة ريال بوجهها ، قامت أوفى إقامة بترميمها وتبييضها وذلك قبل أن أحجّ عنه رحمهالله فوفّرني أحسن وفارة ، جعل الله ذلك القتل له كفارة ، ولما أوبت من الحج سنة سبع وعشرين ومائتين