رأس العام الثالث. ولما وصل للمشرع وهو موضع بأبي خرشفة بأسفل مليانة ، أرسل الباشا إليه من دويه من عزله قبل الدخول ثم قتله عيانة ، ودفن في محل القتل بعد تكفينه في الحصير نكاية له والملك والبقاء والدوام لله تعالى سبحانه السميع البصير.
وولّى من حينه حسنا بايا لكثرة جفائه ، وأمر بطبع داره وسجن أولاده وتثقيف نسائه. وتلك عادة الأتراك في الأصل ، فإنهم يقولون يوم للطبل ويوم للحبل ، وذهب حسن مدنشا بجميع ما دنش به الباي عليّ من الأموال الكثيرة ، والذخائر النفيسة الغزيرة ، والخيول المسوّمة ، والأمتعة / المثمنة المقومة ، وزاد متماديا إلى أن دخل الجزائر ، فتلقته الناس بالمبايعة والبشائر ، فقضى بها أربه ، وأكمل مطلبه وخرج منها قاصدا وهران ، وأعلام النصر على رأسه كأنها شقايق النعمان ، والجنود به دائرة ، والجيوش خلفه سائرة ، تقف بوقوفه وتذهب بذهابه ، وتمتثل لأمره ونهيه ، وتخشى شدة عقابه ، ولا زال سائرا إلى أن دخل مدينة وهران ، وقال الحمد والثناء لله سبحانه الملك الديان الغافر الرحيم الرحمان.
قال وكانت واقعة الإنقليز بالجزائر وخروج ابن الشريف الدرقاوي وقضية الباي علي في سنة واحدة ، ليس بينهما طول ولا تفريق في حصول الفائدة. وكانءاغته من الدوائر عليّ ولد عدة ، وقدور بن إسماعيل ، والحاج قدور بالشريف ، ومن الزمالة السيد محمد ولد قدور الوهراني ، والحاج المرسلي ابن مخلوف ، وعدة بن قدور بالتعريف.
الباي حسن بن موسى الباهي
ثم الباي حسن بن موسى المعروف بأهج حسن ، وهو ثامن بايات وهران وآخرهم في القول الأحسن ، تولى في منتصف ذي الحجة الحرام بغير الخلف ، سنة اثنين وثلاثين ومائتين والألف (١) وهو اليوم الذي مات فيه الباي عليّ كما مر في القول الجلي. ومن خبره أنه كان في أول أمره طبّاخا لأربعين جنديا من
__________________
(١) الموافق ٢٦ أكتوبر ١٨١٧ م.