الله لنا وجودكم وأفاض علينا بركاتكم وجودكم ، وقد وقع ذلك يوم الخميس الرابع من المحرم الحرام فاتح أشهر سنة أربع وأربعين ومائتين وألف (١) ويصلكم صحبة الحامل الطالب الذي أمرتمونا ببعثه ليرقى إنسانا مريضا جعل الله دواءه على يده وكشف عن ضره كما كشفه عن أيوب عبده ، وقد اخترناه لمعرفته بتلك الأمور وديانته فإن البركة تلازم لأهل الدين والتقى ، فلذلك تقضى بهم الحوائج دعاء ورقى والمولى جلّ جلاله ييسر الأمور وإنه على ذلك قدير ، وبالإجابة حقيق وجدير ، وثم السلام التام في البدء والختام ، وكتب عن إذن (ص ٣١٦) ابنكم المعظم السيد حسين باي الإيالة / الغربية آمنه الله آمين.
ولا زال حسن بايا بوهران إلى أن دخلها الفرانسيس بالبيان سنة ست وأربعين ومائتين وألف (٢) ، بالثبات فحملوه للمشرق وبقي به إلى أن مات.
رأي محمد بن يوسف الزياني في الأتراك
قال شيخنا الشريف الحسني الصمداني ، والقدوة الرباني ، العلامة السيد محمد بن يوسف الزياني ، في دليل الحيران وأنيس السهران ، في أخبار مدينة وهران : واعلم : أن الأتراك لما تمهد لهم الملك بالجزائر كثر ظلمهم وفسادهم ، وعتوهم في الخلق وعنادهم بحيث لا يليق أن يذكر ما كانوا فيه من الظلم والمناكر ، وتواتر ذلك على الألسنة بغاية المتواتر فاشتغل العلماء في ذكر ذلك في نثرهم ونظمهم ، وسألت الناس الله أن يزيل بهم ما حلّ من ظلمهم ، فمن ذلك قول العلامة الأديب الشاعر الدراكة اللبيب الماهر أبي عثمان سعيد بن عبد الله المنداسي التلمساني الحاذق النبيل ، في قصيدته النونية التي هي من بحر الطويل :
بنا السدّ ذو القرنين للناس رحمة |
|
فيا ليته من شوكة الترك هنّنا |
إلى آخرها. ومنها قول العلامة الكاتب البارع الشاعر ، في رجزه السيد مسلم بن عبد القادر :
__________________
(١) الموافق ١٧ جويلية ١٨٢٨ م.
(٢) الموافق ٤ جانفي ١٨٣١ م.