٥٦٩٥ ـ القاسم الجوعي الكبير
حكى عنه أحمد بن أبي الحواري.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو سعد علي بن عبد الله بن أبي صادق الحيري ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن باكوية الشيرازي ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد المالكي ، حدّثنا يوسف بن أحمد البغدادي ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت قاسم الجوعي الكبير يقول :
شبع الأولياء بالمحبة عن الجوع ، ففقدوا لذاذة الطعام والشراب والشهوات ، ولذاذات الدنيا ، لأنهم تلذذوا بلذّة ليس فوقها لذة قطعهم عن كلّ اللذات ، وإنّما سمّيت قاسم الجوعي لأنّ الله قوّاني على الجوع ، فكنت أبقى شهرا لا آكل ولا أشرب ، ولو تركوني لزدت ، وكنت أقول : اللهمّ أنت فعلت ذلك فأتمّه بمنّك.
قال : وحدّثنا ابن باكوية ، حدّثنا أبو الحسن علي بن صالح الطّرسوسي ـ بتستر ـ قال : سمعت الدّقّي يقول : حدّثنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي ، حدّثنا أحمد بن الحواري قال : قال قاسم الجوعي :
قليل العمل مع المعرفة خير من كثير العمل بلا معرفة.
ثم قال لي : اعرف وضع رأسك ونم ، فما عبد الله الخلق بشيء أفضل من المعرفة.
أنبأنا أبو طاهر بن الحنّائي ، أنبأنا أبو علي الأهوازي ، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي حدّثنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلّاب ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري قال : سمعت أبا سليمان يقول لابن ليحيى بن حمزة ـ عليه جبة صوف وعباءة : ـ الق هذه الجبة عنك ، وعليك بثوبين أبيضين يخلطانك بالناس ، واتخذ مؤدبا غير قاسم ـ يعني الجوعي.
وقد تقدمت هذه الحكاية في ترجمة قاسم الصغير ، وهي بهذا أشبه ، فإنه من أقران أبي سليمان ، فأمّا الصغير فإنه من أقران أحمد بن أبي الحواري.