وقد ذكرت ذلك في ترجمة سلمة بن أسلم بن حريش (١).
وخرج مع عمر بن الخطّاب إلى الشام في خرجته التي رجع فيها من سرغ (٢) وكان على مقدمته.
أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد ، أنبأنا أبو الطّيّب عبد الرزّاق بن عمر ابن موسى بن شمة ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن المقرئ ـ إجازة ـ أنبأنا محمّد بن الحسن (٣) بن قتيبة ، حدّثنا عيسى بن حمّاد ، أنبأنا الليث ، عن يحيى ، عن القاسم بن محمّد ، عن ابن خبّاب.
أنّ أبا سعيد الخدري قدم من سفر ، فقدّم إليه أهله لحما من لحوم الأضحى (٤) فقال : ما أنا بآكله حتى أسأل ، فانطلق إلى أخيه لأمّه ـ وكان بدريا ـ قتادة بن النعمان فسأله عن ذلك فقال : إنه قد حدث بعدك أمر نقضا لما كانوا نهوا عنه ، من أكل لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن ، قالا : أنبأنا أبو سعد محمّد ابن الحسين بن أحمد الفقيه ، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن بن العباس المخلّص ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا أبو مسلم الحسن بن أحمد الحرّاني ، حدّثنا محمّد ابن سلمة الحرّاني ، حدّثنا محمّد بن إسحاق ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن أبيه ، عن جده قتادة بن النعمان قال (٥) :
كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق ؛ بشير (٦) وبشير ومبشّر ، وكان بشير رجلا منافقا ، وكان يقول الشعر يهجو أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وينحله (٧) بعض العرب ، ثم يقول : قال فلان كذا ، وقال فلان كذا ، فإذا سمع أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذاك الشعر قالوا : والله ما يقول هذا الشعر إلّا الخبيث ، وقال :
__________________
(١) تقدمت ترجمته في تاريخ مدينة دمشق (٢٢ / ٣ رقم ٢٦٠٧) ط الدار.
(٢) سرغ : أول الحجاز ، وآخر الشام (معجم البلدان).
(٣) في «ز» : الحسين.
(٤) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي المختصر : الأضاحي.
(٥) أخرجه الترمذي في سننه (٤٨) كتاب تفسير القرآن ، (٥) باب ، حديث رقم ٣٠٣٦.
(٦) في صحيح الترمذي : بشر ، وبشير ومبشر.
(٧) أي ينسبه إلى بعض العرب.