بعض من احتج لسيبويه بهذا ، وأنكر قول الفراء إن قال قائل : ليس في الأفعال افعلّل ، قيل له : يلزم الفراء أن يجعلها افعلل](١) ولا يجعله افعوعل ولا يكرر العين ، إذا كان قد أنكر تكرير العين في ما ذكرنا. وفي استقصاء القول في هذه الكلمة ونظائرها وذكر اختلاف النحويين في أصل الباب الذي يشتمل عليها طول يضيق عنه قدر مجلس بأسره من مجالس هذا الكتاب ، وله موضع هو به يؤتى به فيه إن شاء الله.
آخر الجزء الحادي والثمانين بعد الخمسمائة من الفرع (٢).
٥٧٣٨ ـ القعقاع بن شور (٣) السّدوسي الذهلي (٤)
وفد على معاوية.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنبأنا أبو أحمد العسكري ، أخبرني أبو محمّد بن مروان ، حدّثنا عسل بن ذكوان ، حدّثنا عيسى بن إسماعيل عن القحذمي قال :
دخل القعقاع بن شور إلى معاوية والمجلس غاصّ ، فقام رجل عن مجلسه وأجلسه فيه ، وأمر معاوية للقعقاع بمائة ألف ، فقال للذي قام عن مجلسه : ضمّها إليك ، ففعل ، فلمّا خرجا قال للقعقاع : مالك (٥) اقبضه ، فقال القعقاع : هو لك بقيامك عن مجلسك ، فقال الرجل :
وكنت جليس قعقاع بن شور |
|
ولا يشقى بقعقاع جليس |
ضحوك السنّ إن نطقوا بخير |
|
وعند الشرّ مطراق عبوس |
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أنشدنا أبو جعفر أحمد بن يعقوب الأصبهاني ، [قال :] أنشدني محمّد بن الحسن الأعرج ، أنشدنا أبو عروة المديني :
__________________
(١) الزيادة عن «ز» ، وم ، والجليس الصالح.
(٢) في م : «من الأصل» ومن قوله : آخر الجزء .. إلى هنا ليس في «ز».
(٣) ضبطت عن الاكمال وتبصير المنتبه بفتح الشين.
(٤) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ٣٩٢ والجرح والتعديل ٧ / ١٣٧ وتبصير المنتبه ٢ / ٧٩٢ والاكمال لابن ماكولا ٤ / ٣٩٢.
(٥) بالأصل : «قال لي» والمثبت عن م و «ز».