خرج بالحجاز ، يقول : إنه نبي ، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه ، فإن كان نبيا كما يقول ، فإنه لن يخفى علينا إذا لقيناه اتّبعناه ، وإن كان غير ذلك علمنا علمه ، فإنه إن يسبق إليه رجل من قومك سادنا وترأس علينا وكنّا له أذنابا ، فأبى قيس وسفّه رأيه ، فركب عمرو بن معدي كرب في عشرة من قومه حتى قدم المدينة (١) ، فأسلم ثم انصرف إلى بلاده ، فلما بلغ قيس بن مكشوح خروج عمرو أوعد عمرا ، وتحطّم (٢) عليه ، وقال : خالفني وترك رأيي ، فقال عمرو في ذلك شعرا (٣) :
أمرتك يوم ذي (٤) صنعا |
|
ء أمرا باديا رشده |
أمرتك باتقاء الله |
|
والمعروف تأتفده (٥) |
خرجت من المنى مثل |
|
الحميّر عاره (٦) وتده |
وجعل عمرو يقول : لقد خبرتك يا قيس أنك تكون ذنابي تابعا لفروة بن مسيك وجعل فروة يطلب قيس بن مكشوح كلّ الطلب حتى هرب من بلاده ، وأسلم بعد ذلك.
قال : وحدّثنا محمّد بن سعد قال (٧) :
في الطبقة الرابعة من مراد بن مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، واسم مراد يحابر وإنّما سمي مرادا لأنه أوّل من تمرّد باليمن : قيس بن المكشوح ، واسم المكشوح هبيرة بن عبد يغوث بن الغزيل بن سلمة بن بدا بن عامر بن عوثبان (٨) بن زاهر بن مراد ، وإنّما سمي أبوه المكشوح لأنه كشح بالنار أي كوي على كشحه (٩) ، وكان سيّد مراد ، وابنه قيس كان فارس مذحج ، وهو الذي قتل الأسود العنسي الذي تنبأ ، فسمته مضر قيس غدر ، فقال : لست غدر ولكني حتف مضر.
أخبرنا أبو السعود بن المجلي (١٠) ، حدّثنا أبو الحسين بن المهتدي.
__________________
(١) راجع طبقات ابن سعد ١ / ٣٢٨ «وفد زبيد».
(٢) أي اشتد عليه.
(٣) الأبيات في سيرة ابن هشام ٤ / ٢٣٠ وتاريخ الطبري ٣ / ١٣٣.
(٤) ذو صنعاء : موضع.
(٥) في سيرة ابن هشام : تتعده.
(٦) في سيرة ابن هشام : غره.
(٧) الخبر في طبقات ابن سعد ٥ / ٥٢٥.
(٨) في ابن سعد : عوبثان.
(٩) الكشح : ما بين الخاصرة إلى الضلع الخلف ، وهو من لدن السرة إلى المتن.
(١٠) بالأصل وم و «ز» : المحلى ، تصحيف.