جملة من القبائل البربرية ومحلهم في الجهة الجوفية بالانحراف إلى المغرب من الجرمانية بالاستبان ، وقطعت من هجومها وادي الرين الفاصل بينها وبين افرانسا الآن. وكان ذلك سنة عشرين من القرن الخامس من ميلاد عيسى بن مريم عليهالسلام ، والذي هو قبل الهجرة بقرون وأعوام ، واستقرت ببلاد القول وعمرتها بالبناء والغرس والجولان ، وتعاشرت مع الأمة القولية معاشرة الإحسان ، واختلطت هاتان الأمتان بالأنساب ، فصارت جنسا واحدا بالارتساب ، تسمى بالفرانسيس ، وعلا واستفحل بالتأسيس وكانت بلاد القول وقت نزول الفرنك بها تحت الرومان ، بأمد يزيد على الأربعة قرون ، والسبعين سنة بالبيان ، وكان سلطانهم يقال له فرامون كما سيأتي قريبا. وكانت كل قبيلة تحت حكم كبير منها ترتيبا.
الطبقات الأربعة للملوك الفرانسيس
قال شيخنا في دليل الحيران : واعلم أن جملة سلاطين الفرانسيس من أول أمرهم إلى الآن ، هم اثنان وسبعون سلطانا ، غير الرؤساء الجمهورية بيانا. وهم على أربع طبقات سلكا ، الأولى يقال لها بلغتهم الميرفينجيان وملكوها اثنان وعشرون ملكا ، والثانية يقال لها الكارلوفينجيين وملكوها ثلاثة عشر ملكا بالتبيين ، والثالثة يقال لها الكبيسيان ، وانقسمت إلى ستة فروع بالبيان ، الفرع الأول يقال له بلغتهم الكابي ، وملوكه أربعة عشر بغير الارتكابي والثاني يقال له روميارد فالوا وملوكه سبعة فيما قالوا / ، والثالث يقال له دورليان وملكه واحد بالعيان. والرابع يقال له سيقوا بذ ديفيالوا وملوكه خمسة قد جالوا ، والخامس يقال له دوربون وملوكه خمسة معربون ، والسادس يقال له أرليان وملوكه اثنان بالبيان ، والرابعة يقال لها النابليونون وملوكها ثلاثة معينون.
الملك فرامون
فأول ملوك الفرانسيس يقال له فرامون تولى في عشرين من القرن الخامس المسيحي الذي هو قبل الهجرة بقرن وعدة أعوام مرامون ، وبقي في الملك ثمانية أعوام ومات بالبيان ، وكان وقت ذلك سلطان الفرنك يقال له السّاليان وفي الحقيقة ليس هو سلطان وإنما هو كبير قبيلة بالعيان.