وكلها ذات قوانين ، والسياسة الخارجة متكفلة بها الدولة الرئيسة.
الفصل السادس والثلاثون
والرابعة منها : دولة السويد المتألفة من دولتي السويد والنورويج ، وكل منهما مختصة بإدارتها الداخلية والوزارة واللسان والعساكر بحيث لا يجمع بينهما إلا كون الملك واحدا والسياسة الخارجية أيضا لحكومة السويد ، وكانت المملكة قديما ذات عظمة فاستقلت عنها الدانمرك وأخذت قسما عظيما منها الروسيا واستقرّت على الحالة التي هي عليها الآن منذ سقوط نابليون الأول ، فمجموع سكان المملكتين نحو خمسة ملايين ونصف يخص السويد نحو أربعة ملايين ويخص النورويج نحو مليون ونصف ، وقاعدة الأولى استكولم وقاعدة الثانية كريستيانية ، ويحدّ المملكتين اللتين هما شبه جزيرة تمتدّ إلى نهاية القطب الشمالي ، فمن الجنوب بحر البلتيك وخليج بوتنيا ، وشمالا المتجمد الشمالي في القطب ، وغربا خليج الصوند والبحر الشمالي وبحر الإسكندنافيا اللذان هما من المحيط الشمالي ، وشرقا الروسيا في البعض ، وفي الباقي الخليج الفاصل بينهما.
الفصل السابع والثلاثون
والخامسة منها : دولة الدانمرك ، وانفردت عن السويد والنورويج في أواسط القرن الثالث عشر من الهجرة ، ثم في أوائل عشرة الثمانين ومائتين وألف هجرية ، حاربتها كل من بروسيا والنمسا وامتلكتا منها ولايتي الشولسويغ وهولستين التي هي أول شرارة ألقيت لانقلاب الموازنة السياسية في هذا القرن كما يأتي تفصيله في المقصد عند ذكر إيطاليا إن شاء الله تعالى ، فاستقرّت المملكة شبه جزيرة ممتدة من الجنوب إلى الشمال ويحدّها جنوبا حيث تتصل بالقارة ألمانيا البرسيانية ، وشرقا خليج الصوند وبحر البلتيك الفاصلان بينها وبين السويد ، وشمالا خليج سكارج راك الفاصل بينهما أيضا ، وغربا البحر المحيط الشمالي. وسكانها نحو مليون وستمائة ألف ولها مستعمرات في جزائر البحر الشمالي من أوروبا ، ولها في أمريكا أيضا مستعمرات ، ومجموع سكان مستعمراتها نحو مائة ألف وخمسة وعشرين ألفا وقاعدتها كونبهاغ.
الفصل الثامن والثلاثون
والسادسة منها : دولة الروسيا ، ومملكتها بالنظر لسطح الأرض هي أكبر الممالك وقد تقدم الكلام على قسمها من آسيا ، وأما في أوروبا فيحدّها شمالا المتجمد الشمالي ، وشرقا جبال أورال ونهر دون الفاصل بين آسيا وأوروبا ، وجنوبا البحر الأسود والرومانيا والنمسا ، وغربا ألمانيا والسويد. وعدد جميع سكان المملكة بين آسيا وأوروبا نحو نيف وثمانين مليونا من النفوس ، منهم نحو ستين مليونا من المذهب المسمى أرتيدوكس ، وهو مذهب اليونان من المسيحيين وكلهم من نوع البشر المسمى بالسلاف ، وبقية العدد منه نحو ثمانية