مسلمون على أوصاف حميدة ، وبلادهم حصينة ذات أسوار ، والتجار آمنون ولهم تجارة واسعة مع اليمن وغيره مع خصب الأرض وسلامة الهواء في أغلب الجهات وهي داخلة في الممالك التابعة لمصر.
القسم التاسع : من الأقسام الكبرى هو القسم المجهول ، وهذا القسم الكبير الأوسط من أفريقية الجنوبية مجهول ، ويحده شرقا زنجبار وما حولها ، وغربا كينيا السفلى وما حولها ، وشمالا برنو وما والاها ، وجنوبا بلاد الكفر ، ويخرقها خط الإستواء ، وتمتدّ منه جنوبا نحو عشرة درجات وكذلك شمالا ولا يعرف منها عند الجغرافيين إلا ثلاث عمالات ، أوّلها : عمالة كازمب وتختها لوسندا. وثانيها : أونيام وزى وتختها كزخ. وثالثها : وجيجي وتختها كأولى.
القسم العاشر : هو الجزائر البحرية ، وأما الجزائر التابعة لأفريقية وهي في المحيط كلها لا اعتبار لها إلا جزيرة سنتيلين المقابلة لجون كينيا في دواخل المحيط ، وإنما اشتهرت لكونها مات بها نابليون الأول منفيا في أسر الإنكليز ، وأغلب تلك الجزائر في تملك دول أوروبا إلا ما يتبع الزنجبار ، وكذلك ما يتبع جزيرة ماداغسكار التي هي الجزيرة الوحيدة في أفريقية في المحيط الشرقي تجاه شاطىء موزنبيك كما سيأتي.
الفصل السبعون
في مملكة ماداغسكار أو كسكار وهي من الجزائر الكبيرة المعتبرة في الدنيا وهي غنية وفيها نوع من السباع إسمه ماكيز وهاي هاي وغيرها من الحيوانات الغير المعروفة. وسكانها نحو خمسة ملايين وكلهم من السودان ونوع يسمى هو واس يظن أنهم من نوع سكان الهند ، وعددهم نحو ثمانمائة ألف والدين الغالب هو الكفر من عباد الأوثان ، والجميع تحت حكم واحد وعليهم ملكة أنثى إسمها رانافولو الثانية ، وقد أمرت بإحراق جميع آلهتهم وهدم جميع معابدهم وأمرتهم بالديانة البروتيستانت فأطاعوها وهم على ذلك الآن ، لكنهم بالإسم فقط إذ لا يعتقدون شيئا وكان ذلك الأمر في سنة ١٨٦٨ ، وتخت المملكة بلدة تناناريفو ، وقد اكتشف هاته الجزيرة العرب قبل البعثة وعرفها أهل الصين وأهل همالاي.
القسم الحادي عشر : من الأقسام الكبرى : قسم الصحراء فتنقسم إلى ثلاثة أقسام :
أوّلها : صحراء المغرب.
وثانيها : الوسطى أو بلاد التوارك.
وثالثها : الشرقية أو بلاد التيبوس.
فالأولى : هي بين مراكش وسنيغال على شاطىء المحيط الغربي ، والشاطىء في البحر مملوء صخرا والريح الغربية تخرج من البحر رمالا تحدث فيه جزرا منتقلة ، وقد تحقق أن وسط هاته الصحراء يكون الرمل دائما منتقلا إلى الجهة الجنوبية الغربية ، وكان ذلك أحد