أسباب عدم النبات بها وتسمى هاته الصحراء بالساحل ، ويوجد بها عدة جزائر بالنبات على خط واحد إمّا لوجود ماء جار على منحاها تحت الأرض أوندى ، والقوافل تمرّ دائما على سمتها للسقي من آبارها والتزوّد من عشبها.
الفصل الحادي والسبعون
في ممالك الصحراء الغربية : ويسكن بهاته الجزائر في بعض الأوقات نوع من البشر يسمون زنقا ، وكذلك التوارك والعرب يجذبهم إلى هناك ربح تجارة العبيد وكلهم يتمعشون من القوافل المارة عليهم وتارة يسرقونهم وتارة يسافرون معهم هداة للطريق ، والأصليون من سكان الصحراء المذكورة مسلمون وهم مركبون من عرب بني حسن الذين يقال إنهم رحلوا من اليمن في القرن الحادي عشر ميلاديا ، وفيها عمالة تسمى تيريس في الشمال الغربي على الشاطىء تأتيها الحيوانات من المغرب وسانيغال والرعاة لرعي حيواناتهم زمن الربيع لكثرة الخصب ، وسكانها أولاد دليم وهم أقوياء شداد متسلحون ويخترقون الصحراء بالهجائن السريعة ويتمعشون بالنهب ، وفي جنوبها بلاد بها كثرة سباخ يتزود منها الملح جميع أهالي الصحراء إلى بلاد تنبكتو ، كما أن في صحراء المغرب جزائر نباتية تسمى إدرار على نحو ثلاثين ميلا من سانيغال وبها جبال كثيرة وبلدان وقرى وتختها يسمى وادان وسكانها بين عرب وبربر ، ثم جزائر تاغانيت كان يسكنها قبائل زاغانا وتختها تيشيت ، ثم جزائر والاتا في الجنوب الغربي وبلاد الهث ضاربة في الجنوب تختها كسانبرا ، وبقرب سانيغال بلاد ترارزاس وبراكناس وبلاد سيدي هاشم الذي كان دخل إلى مراكش.
الفصل الثاني والسبعون
في ممالك الصحراء الوسطى : وأما الصحراء الوسطى فيسكنها العرب المنتقلون إلى هناك بالإستيطان والتوارك ، ويمتدون من حدود فزان ببلاد طرابلس إلى بحيرة تشاد ، ومركز قوتهم في ربا على شكل مثلث وبها جبال كثيرة ونهيرات وثلاثة جبال كبرى بمحل يسمى نمات ، وخارج المثلث المذكور جهة الجنوب الغربي بلاد أزاود وبقية الجهات قفراء والتوارك يسمون أنفسهم إيموشاك بمعنى مستقلين وأشراف ، وإسم التوارك أطلقه عليهم العرب وهو بمعنى التاركين لتركهم الحق في الصدر الأول ، وأما الآن فهم مسلمون ولغتهم تسمى تاماشك وينقسمون إلى عدة قبائل : توارك هرر في جبال هكار ، وتوارك أزقر في جبال غات ، وتوارك مويدير في جبال سكمارن ، وتوارك الفوقاس ، وفي الجنوب جهة تنبكتو توارك الفراج ، وتوارك أنّ هو وأولاد أحمد والقبائل وتالغوى وجميع هؤلاء القبائل ينقسمون إلى أربعة أقسام كبرى وهي : توارك هكار وتوارك أزقر في غات وتوارك كلوى وتوارك والي منيدن في شرق تنبكتو ، والقسمان الأوّلان معروفان لكثرة التجارة معهم من الجزائر ويدعون بأنهم أشراف البربر ، وهم بيض حسان الخلقة شجعان يحملون الرماح والسيف والميكحلة أي البندقة والسكين ، ويركبون الهجين السريع للغاية مع قوته ، ويلبسون