ويلي عملها شمالا (٩) : عمل أولاد سعيد من البوادي سكان الخيام.
ويليه في الشمال الغربي. (١٠) : عمل رياح المشتمل على بلد زغوان في جبلها الشهير ، وعلى بلد تستور وعلى بلد مجاز الباب وغيرها ، وأكبرها تستور عدد سكانها نحو أربعة ألاف ، وهذا العمل يتصل بعمل الحاضرة. وحينئذ قد عرفنا جهة الشط الجنوبي الشرقي إلى الحدود ، ثم ما والاه من دواخل القطر ويبقى علينا تقسيم جهاته الغربية والشمالية.
فأما الغربية ، فيتصل بعمل الحاضرة (١١) : عمل طبربة ، وقاعدته طبربة وهي قرية الآن في غاية التأخر.
(١٢) ثم عمل تبرسق ، وهي قاعدته وسكانها نحو ألفي نسمة.
(١٣) ثم عمل باجة ، وهي قاعدته وهو عمل كبير وقاعدته ذات حصن وقصر لنائب الوالي الذي يسافر بالمعسكر كل صيف إلى هناك في القديم وعدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة.
(١٤) ثم عمل الكاف ، وهي قاعدته ولها حصن وهي في رأس جبل وعدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة ، ويتصل عملها إلى نهاية الحدود الغربية ، غير أنه لا يصل إلى الشط من جهة الشمال ، فتلك الجهات هي الأعمال الشمالية وتبتدىء من جهة الحد بجبال طبرقة وسكانها.
(١٥) بوادي وبها حصن.
ويليه (١٦) عمل جبال ماطر ، وهي قاعدته وسكانها نحو ألفي نسمة من البوادي.
ثم يليه (١٧) عمل بن زرت ، وهي قاعدة وهي مرسى أمينة جدا لو سهل لها بعض تسهيل في منفذها إلى البحر لأمكن أن تأوي جميع سفن الدنيا في أمان ، ولموقعها اعتبار عظيم في التمكن من البحر الأبيض ، وسكانها نحو ستة آلاف نسمة ولها حصن وسور والماء يجري إليها في قنوات من البناء من بعد للشرب لأهلها ، ويخترقها خليج يوصل إلى بحيرة المزوقة المتصلة ببحيرة أشكل التي بها جبل كالجزيرة فيه حيوانات كثيرة ، وهو منزه لمريد الصيد. ويتبع هذا العمل بلد غار الملح التي هي في نهاية الحد الشمالي من الشرق وسكانها نحو ألف نسمة ، ويتصل هذا العمل من جنوبيه بعمل الحاضرة وعلى ذلك فقد تصوّر القارىء هيئة تقسيم أرض هذا القطر ، غير أنه بقي له تقسيم آخر حكمي أيضا بالنظر إلى القبائل الساكنين به ومرجع أحكامهم.
فنقول : (إن أصل) أهالي هذا القطر هم من البربر وكانوا قبل الفتح إما نصارى أو وثنيين ثم أسلموا كلهم ، ولا زال في بعض القبائل شيء من عادات النصارى يفعلونه عن غير قصد ، وهو الوشم بين أعينهم على جباههم بصورة صليب صغير ، وكذلك استوطن به