مطلب في اللبس
لباس الحكومة والعساكر النظامية هو اللباس الإفرنجي ، غير أن للعساكر علامات على الرتب وهي صورة نجم من فضة خالصة لرتبة الفريق ويجعل ستة نجوم في رقبة سترته ثلاثة من كل جهة وهو نهاية رتبة يعطيها الوالي ، ثم أمير اللواء له أربعة ولأمير الآلاي إثنان وللقائم مقام والأمين آلاي ستة من طرز خيط الفضة المذهبة ، وللبينباشي أربعة وللقلاسي إثنان ، ثم للرتب التي تليه ثلاثة من الفضة الغير المذهبة وهكذا من يليه على النحو السابق. وهاته الرتب تعطى أيضا بعينها لغير العسكر من ذوي الوظائف السياسية إذ ليس هناك رتب ملكية وفي المواكب يلبسون اللباس الرسمي المطروز بقصب الفضة المذهبة إلا الضابطية فطرزهم من غير المذهبة وتعلق في صدورهم النياشين التي هي من الفضة المزوقة بالمينا ، وللصنف الأكبر منها له شريط أخضر ولنيشان العهد شريط أبيض على نحو ما سبق ذكره في الكلام على أحمد باشا والصادق باشا. والوالي يلبس بشاشيته ثلاثة نياشين كبار أحدها كانت الدولة العلية أعطته لأحمد باشا عندما كان ذلك من رسوم المشير ثم زاد هو ثانيا مثله ثم زاد الصادق باشا ثالثا مثله وهي نياشين من ذهب على صورة أوراق من النبات وبوسطها ترصيع بالياقوت الأبيض ، كما يلبس نيشان المشير المرصع الذي كان أيضا من رسوم الدولة العلية ، ويلبس نيشان أل بيته المرصع والعهد المرصع والصنف الأكبر المرصع والغير المرصع وجميع نياشين الدول التي أهدتها له مع شرطانها. وكذلك جميع المتوظفين كل منهم يلبس ما عنده من النياشين ثم كل من له رتبة أمير آلاي فما دون له علامة تلصق بشاشيته من نحاس على صورة شارة الحكومة مكتوب بها إسم الوالي الصادق باشا إذ هو مخترعها ، وأما أهل المجلس الشرعي بالحاضرة فيلبسون قلانس بيضا مكورة غير أن المالكية قلانسهم مفلطحة والحنفية مرتفعة ويلبسون عليها طيلسانا من الكشمير ويلبسون جبائب أكمامها واسعة وهي طويلة إلى الكعب أو قربه وهناك فرق بين جبائب الحنفية والمالكية ، فالأول : جبائبهم مشقوقة الجيوب إلى أسفل والآخر مشقوقة إلى السرة فقط ، ويزيد المالكية برنسا واسعا من الجوخ الصوفي له حواشي وشرابات من الحرير ، وفي أرجل الجميع حذاء من النوع المسمى بشمق وريحية لونه أصفر وهو لبس لا يتحمل المشي به في الطين ولو قليلا إذ هو أشبه شيء بالنعل لكن له وجه على أصابع القدم ويلزم للمشي به تعلم وتعود لكي تمسكه أصابع الرجل إذا رفعت الرجل سيما إذا كان مع الريحية فيقع الإزدلاق بين ملوسة جلد البشمق وجلدها نعم أن منظره جميل.
وأما أهالي الحاضرة فيلبس الرجال قميصا وصدرية وأخرى تسمى فرملة غير أنها بلا صدر ومنتان أي صدرية بلا صدر ولها أيدي ضيقة إلى الرسغ وتارة يكون في هاته الأيدي فتح من أسفل قرب الرسغ وتارة لا وتارة تكون قصيرة إلى أسفل المرفق فقط وتسمى كنبرة ، وسراويل رجلاها أسفل الركبة بيسير ووسطها غير متدل كثيرا ولا مرتفع كثيرا وهي عريضة بحيث إذا لبست كان فيها إنكماشات بين الرجلين ولا يبلغ تدليها إلى الركبتين ،