وتجري لهم مرتبات ، وحدث في جندهم بعض تنظيم على النوع الجديد منذ مدّة قريبة ، وتقدير دخلها مجهول.
الفصل الرابع
المملكة الرابعة هي مملكة بلوجستان
وتسمى سابقا بالسند أي داخلة فيه ، وموقعها جنوبي المملكة السابقة وعدد سكانها نحو المليونين وهم متفرّقون تحت رؤوساء شتى وأعظمهم الآن خان كيلات ، والديانة الغالبة هي الإسلام على مذهب أهل السنة ، لكن كأنها بالنظر للغالب إسم بلا مسمى حيث كانت الغارات مستمرة بينهم وسفك الدماء يفتخر به سيما في الأقوام المشركين الذين بقوا في الجبال ، فهم لا يبقون هناء للمسلمين ، وحيث كانت أراضي هاته المملكة رديئة وهوائها رديء وتجارتها قليلة ، لم يرغب فيها الإنكليز ورضوا باستمالة رؤوساء القبائل إليهم بعضهم بالإرهاب وبعضهم بالإرغاب وبما تقدّم يعلم حال هاته المملكة.
الفصل الخامس
المملكة الخامسة هي مملكة الهند الإنكليزية
وموقعها على شاطىء البحر المحيط الجنوبي الهندي ، وتتوغل في داخل القارة إلى جبال هملاي وهي محادة للمملكتين الأخيرتين في الذكر من شرقيهما ، وهي مملكة عظيمة جدا تشتمل على ما ينوف عن المائة والتسعين مليونا من النفوس منهم مسلمون نحو أربعين مليونا وازدادوا في السنين الأخيرة نحو خمسة عشر مليونا بدخول الأهالي في دين الإسلام طوعا عند وقوع المناظرات الآتي ذكرها.
والجميع تحت الإستيلاء الانكليزي غير أن بعضهم لهم استقلال في إدارتهم الداخلية وهم عدة ملوك وأمراء ، وعدد هاته الممالك الممتازة ثمانية عشرة مملكة ، وسبب استيلاء الإنكليز على هاتيك الممالك الرحيبة على وجه الإجمال ، أن هاتيك الممالك كانت في القرون الأخيرة انقسمت إلى إمارات وملوك طوائف يتناصرون على مدى الزمان سيما بعد ضعف المملكة الإسلامية هناك عند انقراض دولة السلطان محمد شاه في أواسط المائة الثامنة هجرية الموافقة للمائة الرابعة عشر مسيحية ، فمن ذلك الوقت تزايدت المناقشات بين ملوك تلك الأقطار وزاد انقسامهم إلى طوائف صغار مع أن نفس أجسامهم وخلقتهم ليست بمستعدة للحروب والأتعاب. لأنهم أناس نحاف الأجسام ، فيميلون إلى الراحة والتنعم بالملابس الرائقة والمآكل الخفيفة والإستكثار من المال والمجوهرات ، لا سيما أهل الأقطار الجنوبية لحرارة أقاليمهم بقربها من خط الإستواء ، ولهذا من قديم كانت سلطة الأفغانستان متوالية عليهم من غربيهم وشمالهم ، فداموا على تلك الحالات التي سئمت منها نفوسهم وضجروا أشد الضجر لمباينتها لطباعهم ، وقد كان أهل البرتغال من الأوروباويين فتحوا