المعابد التي في جزيرتي الفيلة وسلسيت الكائنتين قرب بنباي ، فإن تلك المعابد منحوتة في الصخر نحتا عجيبا في الصناعة والاتقان ، كما أنه في إيالة بيجابور في جبل نحات مدينة فيزيابور التي كانت تختا لملك المسلمين هناك وفيها بناآت بديعة والآن خربت ، وهاته المملكة لما كانت متسعة جدّا فهواؤها مختلف ولكن تغلب فيها أمراض تقل في غيرها ، وتشتمل على أغلب النباتات المعروفة في غيرها ولها نباتات تختص بها كالقماري والجوز الطيبي وغيرها ، وقد امتدّت فيها الآن طرق الحديد تخترقها في أغلب الجهات ، كما أن المواصلات في أنهرها العظيمة متوفرة بالسفن ، كما أن الطريق الحديدي اخترق أهم جهاتها ودونك أهم ما وصل إليه.
فمنه فرع من كلكوته إلى دكة ، ومنها إلى ميرزابول ، ومنها ايضا إلى دهلى ومنه إلى أباد إلى بنباي ، ومنها إلى كوراتشي ، ومنها أيضا إلى مدراس ، ومن هاته إلى بيبول ومنها إلى نيفاباتام ومن مدراس إلى كلكوته ومن كوراتشي إلى حيدرآباد ومن ملتان إلى لاهور ومنها إلى بيشاور ، ولا زالوا يمدونها في أغلب الجهات حتى قربت إلى حدود الأفغانستان ويمكن أن تصل إلى الصين والممالك العثمانية ، إذ التفكر في ذلك مستمر بحيث أن السفر الآن في الهند مع الأمن في غاية السهولة الموصلة بالطرق الحديدية والعادية والأنهر والترع ، كما أن السلك الكهربائي واصل بعضها ببعض كما وصلها بأوروبا بحيث أن إنكلترا تصل لها الأخبار من الهند على ثلاثة طرق :
فأوّلها : من الهند إلى خليج فارس إلى الممالك العثمانية إلى بقية أوروبا.
والثاني : من لندره إلى جبل طارق إلى مالطة إلى السويس إلى عدن إلى الهند.
والثالث : من لندره إلى فرنسا إلى الجزائر إلى مالطه إلى البقية مما تقدم.
ولا يبعد أنه يصل أيضا على طريق رأس الرجاء الصالح فإنه وصل من لندره إلى هناك ومنه إلى زنجبار فلم يبق إلا منها إلى الهند ، ومن أخشابها المنفردة بها عود القماري.
وأما قوة هاته المملكة الحربية والمالية فستأتي إن شاء الله في جدول الدول.
الفصل السادس
المملكة السادسة
هي مملكة بورما وهي إلى الشمال الشرقي من المملكة السابقة وعدد أهلها نحو ثلاثة ملايين ونصف وديانتهم بوذية مشركون ، وحكمهم استبدادي مطلق وهم أهل مكر وخديعة وليس لهم ولوع إلا بعلم النجوم والأرصاد والسحر وأكثرهم يعلم القراءة والكتابة ، ولأراضيهم نتائج حسنة وتجارة واسعة مع مجاوريهم من الهند والصين ، وقاعدة المملكة مدينة أفاقي القديم والآن مدينة مندلاي ، والداخل إليهم يكون في قبضة البخت من حكامهم وإن كان الإنكليز في هاته الأزمنة مرشدا إليهم ، بعد أن أخذ منهم قسما في سنة (١٨٢٥ ه) ، وقد صار يأمرهم بالعدل حتى أنكر على ملكهم في سنة (١٢٩٦ ه) قتله لثمانين