بالحكومة ، وتأتي إليها أيضا برد أجنبية بحيث لا يخلو يوم من ورود بريد إليها من الأقطار مع السفن التجارية الكثيرة ، ومنها ما هو على النحو البربري من التجارة في القوافل إلى دواخل السودان والصحراء وأهمها القوافل السنوية وهي قافلة دارفور وقافلة الحبش وقافلة فزان ، ولكل منها عند وروده يوم حافل ، وكل منها تأتي بتجارة ما والاها من دواخل أفريقية ولو زاد تسهيل الطرق والإعتناء بما في السودان لاستغنت عن الخارج وزادت ثروتها للنهاية ، فإن في السودان كنوزا مكتومة ودونك قيمة قوة التجارة مع الممالك الخارجية لتعلم منه ما يفضل سنويا من المال في المملكة.
٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ٣٦٠ |
قيمة السلع الخارجة فيها |
٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ١٦٠ |
قيمة السلع الداخلة سنة ١٢٨٩ نحو فرنك |
٠٠٠ ، ٠٠٠ ، ٢٠٠ |
الفاضل |
فلولا فائض الدين الأجنبي الذي يخرج سنويا إلى أوروبا ، حيث كان أغلبه بيد الأجانب ، لكان يبقى سنويا في مصر مائتا مليون فرنكا ولكن مع ذلك أيضا فلا أقل أن يبقى فيها خمسون مليونا كل سنة ، هذا فضلا عن حركة التجارة في داخل المملكة وبين أقسامها.
مطلب في الصنائع بمصر
عنصر الصنائع منحط بها نسبة لتقدمها وإن كان بها بعض المنسوجات الحريرية والقطنية وغيرها كالفخار والنجارة حتى في السودان ، لكنها متأخرة عما يجب لها ، نعم إن الفلاحة من الصعيد إلى نهاية بحر الروم هي في غاية التقدم ، وللفلاحين معرفة جيدة بكيفية ري الأرض حتى بالآلات البخارية الرافعة للماء من النيل والترع ، وبكيفية إثارة الأرض وتعميرها فلهم اليد الطولى في ذلك ، وترى الفلاح بنسائه وبناته يشتغل آناء الليل وأطراف النهار ، وأصحاب الفلاحة من الأعيان لهم منازل في أراضيهم لمباشرتهم الأعمال ولهم ثروة عظيمة من ذلك ، أما أنواع الفلاحة فهي زراعة القمح والشعير والفول والعدس والحمص والترمس ، الذي يتخذ منه الإشنان والكتان وخس الزيت والسلجم لما فيهما من الزيت ، والبرسيم والجلجلان والبلة والحلبة والقرطم وهو حب العصفر ، والخشخاش والخردل وغير ذلك من الخضروات ، والحبوب والقطن على أنواع لذاته ولبزره ليخرج منه الزيت للصابون والتسريج ، وكذلك قصب السكر الرفيع ، ويزرع أيضا التبغ المستعمل للتدخين والفول السناري في كل من السودان ومصر وهو صالح للأكل ، ويستخرج منه زيت جيد لذيذ لا رائحة له ولا طعم وإذا شعل ليس له دخان مثل غيره.
وأما الأشجار فلا يكثر عندهم إلا النخل في جميع الجهات ، والزيتون استنبت لكنه رديء الزيت ، لكنهم لهم حبوب أخرى زيتية كالسمسم والخروع غنية جدا.
وأما البردقان والليمون فهو قليل ، والموز كثير غير لذيذ ، وعندهم شجر الدوم الشبيه بالنخل وكذلك الأهليلج ويزرعون الزهور الطيبة مثل الورد والياسمين وغيرها والأشجار الغير المثمرة قليلة كما تقدم تفصيله في التعريف بمصر.