الباب الثاني
[في](١) قسمة المعمور من الارض
قد قسمت الامم المعمور من الارض على ضروب من الاقسام فأول الاقسام ما يروي ان الله بعث ملكين فقسما الارض ثلاثة أقسام وأتيا بالقسمة الى نوح فكتبا له ثلاث قرع على تسمية بنيه سام ، وحام ، ويافث وألقيا القرع (٢) في اناء ، وقالا : أدخل يدك فاخرج على اسم واحد. فأدخل يده على اسم سام فخرج من وسط الارض وهو من حد النيل الى حد الترك. ثم أدخل يده المرة الثانية على اسم يافث فخرج له من حد سام الى مستدار بنات نعش. ثم أدخل يده المرة الثالثة على اسم حام فخرج من حد سام الى مطلع سهيل ، فلما رأى ذلك عليه السلام سر به اذ صار فيما يخص به سام ثلاث أماكن مقدسة يعبد فيها الله وهو مكة ، وبيت المقدس ، وطور سيناء. فأعلم ذلك سام ودعا له بالبركة ولا يزال الله يعبد ويمجد في قسمه. واستخلفه على ولده وجعل الوصية اليه ودعا لكل واحد منهم بالصلاح (٣) فلما أراد نوح
__________________
(١) ليست في النسخ الثلاث.
(٢) في س : القروع.
(٣) جاء في مروج الذهب ما يأتي :
«وقسم الارض نوح بين اولاده اقساما ، وخص كل واحد بموضع ، ودعا على ولده حام لامر كان منه مع ما قد اشتهر ، فقال ، ملعون حام ، عبد عنيد يكون لاخوته ، ثم قال : مبارك سام ، ويكثر الله يافث ويحل يأفث مسكن سام».
المسعودي ح ١ ص ٣١.