تفصيل القسمة بين ولده على ما خرجت القرعة خرج لسام ما بين النهرين ، نيل مصر والفرات ، وما بعد ذلك الى أرض حلوان. ثم ما ارتفع في الشمال الى الروم والبرجان وما على سيف البحر في الجانبين عنها على نهر جيحان ثم في المشرق الى تخوم أرض عدن والشجر.
وخرج ليافث من حد حلوان الى أرض خراسان والجبل ، وأرض أصبهان ، والديلم ، وبرجان ، والببر ، والطيلسان والترك ، والخزر والارمن واللان.
وخرج لحام مما يلي : اليمن من بلاد الزنج والهند والسند والصين ، ثم في الغرب بلاد النوبة والبجة والبربر والجزائر من البحار المشرقية والمغربية كلها. فهذه قسمة الارض على ما أجراها نوح في ولده وبارك في ولد سام خاصة ودعا بأن تكون النبوة (١) فيهم ، وكانت شهادة الابد.
وكانت الملوك تقسم مملكتها أربعة أقسام ، فجزء منها أرض الترك والخزر ، وهو ما بين مغارب الهند الى مشارق الروم. وجزء ما بين أرض الترك الى الهند ، وهو أرض السودان وجزء من عمان الى مكران وكابل وسجستان وطخارستان. وجزء ينسب الى بلاد فارس ويسمى بلد الجامعين ، وهو ما بين نهر بلخ ومنتهى أذربيجان وأرمينية الى الفرات والقادسية.
وكانوا أيضا يعتقدون في هذا القسم انه سرة الارض ووسطها ، وانه لذلك اعتدلت ألوان أهله واقتدرت أجسامهم ، فخلوا من شقرة الروم ، وسواد الحبشة ، وغلظ الترك والخزر ، ودماثة أهل الصين ، ويقال : انهم كانوا يجزون البلاد على المشرق والمغرب والشمال والجنوب ، وكانوا يسمون ما بين مطلع الشمس في أطول النهار الى مطلعها في أقصره خراسان ، وهو الى صاحب ربع المشرق وما بين مغيب الشمس في أطول النهار ومغيبها في أقصره
__________________
(٤) في س. البنوة.