الباب الثالث
في وضع البحار من الارض المعمورة (١) ومسافتها والجزائر منها
أعظم البحار عندنا هو البحر المساوي في الطول لخط الاستواء المعروف بالمشرق وهو أخذ من أقصى بلاد الحبشان التي في المغرب الى أقصى بلاد الهند في المشرق وطوله على هذا السمت ثمانية آلاف ميلا وعرضه في الشمال ألفان وسبعمائة ميلا مجاور جزيرة استوى الليل والنهار في العرض بألف ميل وتسعمائة ميلا. ومن هذا البحر خليج يخرج من أرض الحبشة ويمتد الى ناحية البربر يسمى الخليج (٢) البربري. ومقدار طوله في الجهة التي يأخذ اليها خمسمائة ميلا ، وأصل الذي يبتدأ منه في البحر الاعظم مائة ميل وخليج آخر يمر بالمدينة المسماة آئلة ، طوله منذ [أن](٣) يبتدأ الى حيث ينتهي ألف وأربعمائة ميلا وعند منتهاه في المغرب والموضع المتصل بالبحر الاخضر ، مائتا ميلا ، وهذا (٤) البحر الاخضر يعرف بالمحيط ، وباليونانية أوقيانوس ولا يعلم من أين أمره ، الا ما يلي ناحية المغرب في أقصى أرض الحبشة ، ومما يلي ناحية الشمال فقط ، فأن فيه من ناحية المغرب الجزائر المسماة بالخالدات (٥) ، وجزيرة اخرى تسمى غديبة (٦) تقابل بلاد الاندلس ، عند خليج عرضه سبعة
__________________
(١) في س ، ت : المعمور.
(٢) في س : الخليلج. ويسمى اليوم بحر الحبشة وأطلق عليه البربري لكثرة هيجانه وشدة العواصف فيه.
(٣) كلمة يقتضيها سياق الكلام.
(٤) في س : وهو.
(٥) في النسخ الثلاث : الخاليات.
(٦) في النسخ الثلاث : غديرة. واثبتنا ما ذكره ابن خرداذبة ص ٢٣١.