الثغور المعروفة بالشامية ، فلنبدأ بذكرها وهي : طرسوس وأذنة ، والمصيصة ، وعين زربة ، والكنيسة ، والهارونية ، وبياس ، ونقابلس ، وارتفاعها نحو المائة ألف دينار ، ينفق في مصالحها وسائر وجوه شأنها ، وهي المراقب ، والحرس ، والفواثير ، والركاضة ، والموكلين بالدروب ، والمخايض ، والحصون ، وغير ذلك مما جانسه من الامور والاحوال ، ويحتاج الى شحنتها من الجند والصعاليك. وراتب مغازيها ، الصوائف ، والشواتي ، في البر والبحر في السنة على التقريب مائتي ألف دينار وعلى المبالغة ، وهي أن يتبع ثلثمائة ألف دينار ، والذي يلقاها في بلاد العدو ويتصل بها ، أما من جهة البر فالقبادق (١) ويقرب منها الناطلوس (٢) ، ومن جهة البحر سلوقية وعواصم هذه الثغور ، وما وراءها الينا من بلدان الاسلام ، وانما سمي كل واحد منهما عاصما لانه يعصم الثغر ويمده في أوقات النفير ، ثم ينفر اليه من أهل انطاكية والجومة وقورس (٣).
ثم يلي هذه الثغور عن يمينها وجهة الشمال منها الثغور المعروفة بالجزرية. وأول ما يحاد الثغور الشامية منها مرعش ، ويليه ثغر الحدث وكان يلي هذه زبطرة ، فخربت أيام المعتصم ، وكان له عند النهوض الى بلاد العدو حتى فتح عمورية ـ الحدث (٤) المشهور ـ فلما انتهى الى موضع زبطرة بنى مكانها وبالقرب منها حصونا لتقوم مقامه ، وهي الحصون المعروفة (٥) بطبارجي ، والحصن المعروف بالحسينية ، والحصن المعروف ببني المؤمن ، والحصن المعروف بابن رحوان. ثم يلي
__________________
(١) في النسخ الثلاث : فالفنادق.
(٢) في النسخ الثلاث : الناطبلق : واثبتنا ما ذكره ابن خرداذبة ص ١٠٧.
(٣) في س : القورس.
(٤) في س : الحدب.
(٥) في النسخ الثلاث : الحصون المعروف.