الباب الثاني
في ذكر ديوان النفقات
قال قدامة : هذا الديوان تقسم مجالسه ، على حسب ما يجرى فيه من الاعمال. فمن ذلك الجاري ، وله مجلس مفرد ، يسمى مجلس الجاري ، ويفرد العمل مما يعمل في ديوان الجيش. ومجلسه في ديوان الخراج ، اذ كان الذي يحتاج [اليه ، من ذلك انما هو الجرائد ، تصنف من المرتزقة ، وسياقة وقت](١) الاستحقاقات ، وما جرى هذا المجري. الا ان شهور الاعطاء ليست تجري على الرسوم التي يجري أمر الجيش عليها ، بل يكون في الاكثر [على](٢) الشهر المنسوب الى الحشم ، الذي أيامه خمسة وأربعون يوما ، وربما كانت خمسين يوما ، وربما كانت ثلاثين يوما. الا ان المعمول من الجاري في ديوان النفقات أكثر من ذلك ، انما هو خمسة وأربعون يوما. ومن ذلك الانزال ، ولها مجلس ينسب اليها ، فيقال : مجلس الانزال ، والذي يجري فيه هو كلما يقام من الانزال. وفي هذا المجلس يحاسب التجار الذين يقيمون الوظائف ، من الخبز ، واللحم ، والحيوان ، والحلوى ، والثلج ، والفاكهة والحطب ، والزيت وغير ذلك ، من سائر صنوف الاقامات. ولا تزال تسميته بمبالغها يجري على رسوم قديمة ، لا يستغني الكاتب عن عملها ، وهي ما ينسب من الخبز الى الوظيفة ، فان ذلك ان كان من السميذ (٣)
__________________
(١) ليست في : ت ، س.
(٢) ليست في ت.
(٣) السميذ : نوع من الخبز السميك : وتسميه عامة بغداد (الصميط).