الباب الثالث
في ديوان بيت المال
قال أبو الفرج : هذا الديوان ينبغي أن يعرف غرضه ، فان علم ذلك دليل على الحال فيه والغرض منه ، انما هو محاسبة صاحب بيت المال ، على ما يرد عليه من الاموال ، ويخرج من ذلك في وجوه النفقات ، والاطلاقات ، اذا كان ما يرفع من الختمات ، مشتملا على ما يرفع الى دواوين الخراج ، والضياع ، من الحمول وسائر الورود. وما يرفع الى ديوان النفقات ، مما يطلق في وجوه النفقات ، وكان المتولى لها جامعا للنظر في الامرين ومحاسبا على الاصول والنفقات ، فاذا أخرج صاحب دواوين الاصول ، وأصحاب دواوين النفقات ، ما يخرجونه في ختمات بيت المال ، المرفوعة الى دواوينهم من الخلاف ، سبيل الوزير أن يخرج ذلك الى صاحب هذا الديوان ليصفحه ويخرج ما عنده فيه. ومما يحتاج الى تقوية هذا الديوان به ليصح أعماله ، وينتظم أحواله ، ويستقيم ما يخرج منه ، ان يخرج كتب الحمول (١) من جميع النواحي قبل اخراجها الى دواوينها اليه ليثبت فيه ، وكذلك سائر الكتب النافذة الى صاحب بيت المال من جميع الدواوين ، بما يؤمر بالمطالبة به من الاموال ، ويكون لصاحب هذا الديوان علامة على الكتب والصكاك والاطلاقات ، يتفقدها الوزير وخلفاؤه ، ويراعونها ويطالبون بها اذا لم يجدوها ، لئلا يتخطى أصحابها والمدبرون هذا الديوان ، فيختل أمره ولا يتكامل العمل فيه ، فان هذا الديوان اذا استوفيت أعماله كان مال الاستخراج بالحضرة والحمول من النواحي مضبوطا [به](٢).
__________________
(١) الحمولة : الاموال التي تحمل الى بيت المال.
(٢) ليست في ت ، س.