ووجه جيشا الى أزين ، ووجه حبيب بن مرة في جيش الى أرض المالية ، فأغاروا على أزين وغزوا بهريمند فحرقوا ربضها. وفتح الجنيد البيلمان ، والجزر ، وحصل في منزله سوى ما أعطى زواره أربعين (١) ألف ألف وحمل مثلها.
ثم ولى بعد الجنيد ، تميم بن زيد العتبي (٢) فضعف ووهن ، ومات قريبا من الديبل (٣). وكان تميم سخيا وجد في بيت المال بالسند ثمانية عشرة ألف ألف درهم طاهرية ، فأسرع فيها.
ثم ولى السند الحكم بن عوانة الكلبي ، فوجد أهل السند قد كفروا إلا أهل قصبة فبنى من وراء البحيرة ، مما يلي بلد الهند ، لما لم يجد للمسلمين ملجأ يلجأون اليه ، مدينة سماها المحفوظة ومصرها ، وكان عمرو بن محمد القاسم مع الحكم فكان يفوض اليه مهماته واغزاه من المحفوظة بلد الهند فظفر وغنم فلما قدم عليه أمره فبنى دون البحيرة مدينة سماها المنصورة فهي التي ينزلها العمال اليوم ، وتخلص الحكم ما كان في أيدي العدو مما غلبوا عليه ورضى الناس بولايته ، وكان خالد بن عبد الله القسري ، يعجب من رفض الناس تميما ، ورضاهم بالحكم على بخل كان فيه. ثم كان العمال بعد يقاتلون العدو فيأخذون بما أستطف (٤) لهم ، ويفتتحون الناحية ، وقد نقض أهلها.
__________________
(١) في س : أربعة ألف ألف.
(٢) في س : تميم بن زيد القيسي ،.
وهو خطأ.
(٣) ويذكر البلاذري : انه مات بماء يقال له ماء الجواميس وانما سمي ماء الجواميس لانه يهرب بها اليه من ذباب زرق تكون بشاطئ مهران ص : ٤٣٠.
(٤) في س : استدف.