مخلوقا لمثل هذه الحال ، لم يعدمه أياه اذ كان في كونه عليه وقاية له ، فبعض من ريش لما يصلح الريش فيه ، وبعض من شعر لما يحتمل أن يكون الشعر كثيرا في جسده. وبعض من وبر لما كان الوبر لائقا به ، وبعض صوف لما يصلح الصوف لمثله. وبعض قشور لما تصلح لمثله ، بعض صدف لما كانت حاله تحتمله. ولما خلا الانسان من الشعر والوبر والريش والصوف والقشور وقد عوض قوة التمييز صنع لنفسه ما يقي جلده ويكنه ، من أصناف الكسي والملابس بحسب ما استنبط بالقوة المميزة امكان عمله ، من الحيوان والنبات مثل الصوف والشعر ، والقز والقطن والكتان وغير ذلك ، مما تهيأ له استعماله من الكسي والملابس.