عند جمهور الناس منهم قياس الملوك في غيرهم عند سائر عوامهم [مصرع](١). (دماؤهم من الكلب الشفاء).
قال أحمد بن يحيى النحوي (٢) : ذكر لي ان تفسير ذلك انما هو لان دم السيد (٣) غاية الثأر ، وانه اذا أصيب فقد أدرك الثأر كله ، ووقع الشفاء بعده ، قال : وانما الكلب هاهنا الغيظ والغضب كما قال بعض الشعراء [مصرع](٤) :
كلب بضرب جماجم ورقاب
فالغيظ عندي من العرب على ساداتهم من جنس ، غيظ سائر الامم على ملوكهم ، واذ قلنا ما قلناه ، فليكن أول ما نتبع به ذلك ذكر أخلاق الملك وسجاياه (٥) ، وما يجب أن يكون عليه منها في ذات نفسه اذ كان ذلك مبدأ التدبير والسياسة ومنشأ الافعال الشائعة في العامة. ثم يتبع ذلك ما يجب أن يكون تابعا له.
__________________
(١) سورة الانبياء : ٢١ الآية ٢١.
(٢) ويقصد به احمد بن يحي النحوي المعروف بثعلب.
(٣) في س ، ت : السيل.
(٤) في س ، ت.
(٥) في س : اخلاق الملك سجاياه.