الثامنة : ان يكون كثير اليقين عالي الهمة محبا للاكرام كارها للضيم.
التاسعة : ان تكون الدنانير والدراهم وسائر اغراض الدنيا هينة عليه ، ولا تكون همته الا فيما يقيم به جاه رئيسه ويحببه الى الناس.
العاشرة : أن يكون محبا للعدل واهله ، مبغضا للجور والظلم يعطي النصفة لاهلها ، ويرثي لمن حل به الجور ، ويمنع منه ولا يمنعه من ذلك مساعدة أحد من خلق الله.
الحادي عشر : أن يكون قوي العزيمة على الشيء الذي ينبغي أن يفعله غير خائف ولا ضعيف النفس ثابت القلب ، يحسن الفروسية ومباشرة الحرب.
الثانية عشر : ان يكون كاتبا مرسلا خطاطا أديبا ، حافظا للتواريخ وايام الناس ، وسير الملوك ، واخبار المتقدمين من الامم الماضية ، وان يكون عالما بخرجات الملك كلها لا يخفى عليه وجه من الوجوه فاذا علم أهل الخدمة ان الوزير عالم بالخدمة لم يقدموا على ادخال داخلة.
الثالثة عشر : ان لا يكون كثير الكلام مهذارا كثير المزاح والتعريض بالناس والاستخفاف بهم.
الرابعة عشر : أن لا يكون ممن ينهمك في الشراب والراحات واللذات ويكون ليله كنهاره في لقاء الناس ، ومباشرة الجماعات وحسن النظر والتدبير ويكون محله موطنا للصادر والوارد من ذوي الحاجات مصغيا الى اخبارهم ، مصلحا لجميع امورهم مؤنسا لوحشتهم ، صابرا على تحاملهم ويكون ممن يعتقد
الربوبية ومن يوثق بناموسه ، ويعتقد شرائعه (١).
__________________
(١) أضفنا ملخصا للمقالة الرابعة من كتاب ارسطو وهو حسن السياسة في تدبير الرياسة ، وهو صفة وزير الملك وحسن سياسته وتجربة رأيه وصورة العقل المركب فيه. من ص ٣٤ ـ ٣٧.