وأمره أن يتعرف (١) حال عمارة البلاد وما هي عليه من الكمال والاختلال ، ويجري في أمور الرعية فيما يعاملون به من الانصاف ، والجور والرفق والتعسف ، فيكتب به مشروحا ملخصا مبينا مفصلا.
وأمره أن يتعرف ما عليه أحوال الحكام في أحكامهم ، وسيرتهم (٢) وسائر مذاهبهم ، وطرائقهم ولا يكتب من ذلك ، الا بما يصح عنده ولا يرتاب به.
وأمره أن يتعرف (٣) حال دار الضرب ، وما يجري عليه مما يضرب فيها من العين والورق ، وما يلزمه الموردون من الكلف ، والمؤن ويكتب بذلك على حقه وصدقه.
وأمره أن يوكل بمجلس عرض الاولياء واعطياتهم ، من يراعيه ويطالع ما يجري فيه ، ويكتب بما يقف (٤) عليه من الحال في وقته.
وأمره (٥) أن يكون ما ينهيه من الاخبار شيئا يثق بصحته ، ولا يدخل شبهة في شيء منه ، ويوعز (٦) الى خلفائه وأصحابه أن لا ينهوا اليه الا ما يثبتونه ، وكانوا على الثقة منه ، وأن يحتاطوا في ذلك بما يحتاط به في مثله من شهادة ، فيما يمكن الشهادة فيه وأخذ الخطوط بما يتهيأ (٧) أخذها به ، واقامة الشواهد والدلائل ، بما يمكن اقامتها عليه ، وان لا يرووا عن شيء لا يعلمونه ، ولا يحابوا أحدا بستره وان يكتموا أخبارهم ولا يذيعوها ولا يخلدوا الى كشفها وافشائها ، فان في ذلك اذا جرى وهنا ولمن أراد الحيلة متطرفا.
__________________
(١) في س : أن يعرف.
(٢) في س : وسيرهم.
(٣) في ت ، س : أن يعرف.
(٤) في ن : بما تقف.
(٥) ليست في : ت ، س.
(٦) في س : يوغر.
(٧) في ت ، س : بمايها.