الباب الخامس
في ديوان التوقيع والدار
قال أبو الفرج : اذا أنهى الى الخليفة حال من قدم ، من النواحي عليه يسأل شيئا ، عن حاجاته عنده ، كان (١) ذلك من مؤامرة (٢) من الوزير اليه منشؤها ديوان الدار ، باقتصاص المسألة والوقيعة ، وشرح حالها وما لعله يكون جرى فيها وأخرج من الدواوين فيما سأل (٣) ، والتمس واستطلاع رأيه في ذلك ، فاذا خرجت هذه المؤامرة موقعا فيها بخط الخليفة بأمضاء ما التمسه الملتمس انشئت والتوقيع فيها في ديوان التوقيع ، وأنشئ من ديوان التوقيع كتاب الى صاحب ديوان الدار بنسختها ، واقتصاص ما تضمنت ، وأنشئ من ديوان الدار الى صاحب الديوان الذي تجرى المسألة فيه ، أما أن كان ايغارا (٤) ، أو حطيطة أو تسويغا (٥) ، أو تركة فصاحب الخراج ،
__________________
(١) في س : وكان.
(٢) المؤامرة : عمل تجمع فيه الاوامر الخارجة في مدة أيام الطمع ، ويوقع السلطان بامره بأجازة ذلك .. وقد تعمل المؤامرة أمرة في كل ديوان تجمع جميع ما يحتاج اليه من استثمار واستدعاء.
(٣) في س : فيما يسأل.
(٤) الايغار : الحماية ، وذلك ان تحمي الضيعة أو القرية فلا يدخلها عامل ويوضع عليها شيء يؤدي في السنة لبيت المال في العاصمة ، أو في بعض النواحي.
(٥) التسويغ : ان يسوغ الرجل شيئا من خراجه في السنة. وكذلك الحطيطة ، والتريكة.