الباب السادس
في ديوان الخاتم
قال [أبو الفرج] : هذا الديوان ، انما جعل استظهارا لتكون الكتب التي يحتاج الى ختمها بخاتم أمير المؤمنين تمر به ، ويثبت فيه ولان لخاتم الخليفة من الموقع ما ليس لغيره ، وهو رسم كانت الفرس تجرى أمرها عليه ، لان الملك منهم اذا أمر بأمر وقعة صاحب التوقيع بين يديه ، واثبت في تذكرة عنده. ثم ينفذ التوقيع الى صاحب الزمام واليه الختم ، فينفذه الى صاحب العمل ، فيكتب فيه كتابا يبتدأ اثباته في ديوان الاصل. ثم ينفد الى صاحب (١) الزمام ، ليعرضه على الملك ، ويقابل به ما في التذكرة ويختم بحضرة الملك ، أو بحضرة أوثق الناس عنده. وأول من استأنف هذا الديوان ورسم هذا الرسم في الاسلام ، زياد بن أبيه ، ثم استمر الامر الى هذا الوقت. فأما الخاتم نفسه فكان نقش خاتم النبي (صلى الله عليه) (٢) محمد رسول الله. وكان أبو بكر ،
__________________
(١) صاحب الزمام : هو صاحب ديوان الزمام : ويقصد بديوان الزمام أو الازمة هي : ان الدواوين تجمع لرجل يضبطها بزمام يكون له على كل ديوان ، فيتخذ دواوين الازمة ويولي على كل منها رجلا.
وقال الطبري : (أول من عمل ديوان الزمام عمر بن بزيغ في خلافة المهدي ، وذلك انه لما جمعت له الدواوين ، تفكر فاذا هو لا يضبطها الا بزمام يكون له على كل ديوان ، فأتخذ دواوين الازمة ، وولى كل ديوان ، رجلا) ج ١٠ ص ١١.
(٢) في ت : صلى الله عليه وسلم.