الى عمر كاتما (١) نهاره سائرا ليله حتى كف الطلب عنه ، فلما وصل اليه دنا منه ، وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله ، فقال عمر : وعليك من أنت ، قال : أنا معن بن زائدة ، جئتك تائبا ، قال : فلا نجاك الله فلما صلى الصبح ، قال للناس : مكانكم هذا معن بن زائدة أنقش على خاتم الخلافة ، فأصاب به مالا من خراج الكوفة فما تقولون (٢). فقال قائل : اقطع يده ، وقال آخر : أصلبه وعلي (صلوات الله عليه) ساكت فقال له عمر : فما تقول (٣) يا أبا الحسن ، قال : هذا رجل كذب كذبة عقوبته في بدنه ، فضربه عمر ضربا مبرحا وحبسه فمكث في الحبس زمانا. ثم انه أرسل الى صديق له من قريش فكلم عمر فيه ، فقال عمر : ذكرتني الطعن وكنت ناسيا ، ثم قال : عليّ بمعن ، فلما أتى به ضربه ، ثم بعث به الى السجن ، فارسل معن الى كل صديق له يسألهم الا يذكروا به عمر ، فلم يزل محبوسا مدة اخرى. ثم ان عمر ابتدأ يذكره من نفسه ، فدعا به فقاسمه وخلى سبيله.
__________________
(١) في س : كامنا.
(٢) في س : فما يقولون.
(٣) في س : فما يقولون.