بن عبد الملك ، خلص الفضة أبلغ تخليص ، وجود الدراهم وأشتد في العيار. ثم لما ولى خالد بن عبد الله القسري العراق (١) ، لهشام بن عبد الملك ، اشتد في النقود أكثر من اشتداد ابن هبيرة ، حتى أحكم أمرها أبلغ من أحكامه على الطباعين وأصحاب العيار ، وقطع الايدي ، وضرب الابشار (٢) ، فكانت الهبيرية ، والخالدية ، واليوسفية (٣) ، أجود نقود بني أمية. ولم يكن يقبل المنصور من نقودهم في الخراج غيرها. فسميت الدراهم الاولى المكروهة. ثم جود العيار في أيام الرشيد ، وأيام المأمون ، وأيام الواثق ، حتى كانت الائمة المعمول عليها في دور الضرب ما جمع عياره ، من ثلاثة دنانير مضروبة في تلك الاول الثلاث وهي على هذا الى الان.
فأما الورق ، فان الدراهم كانت في أيام الفرس مضروبة على ثلاثة أوزان ، درهم منها على وزن المثقال ، وهو عشرون قيراطا (٤) ، ودرهم
__________________
(١) كان ذلك في سنة ١٠١ ـ ١٠٥ ه. وسميت الدراهم التي ضربها بالخالدية.
(٢) الابشار : جمع بشرة ، وهي الجلود.
(٣) جاء يوسف بن عمر الثقفي الى الحكم سنة (١٣٠ ـ ١٣٦ ه) بعد خالد ، فافرط في الشدة افراطا شديدا وذهب الى أبعد مما ذهب اليه اسلافه في تخليص العملة والدقة في العيار.
البلاذري : فتوح البلدان ص ٤٥٤. الماوردي : الاحكام السلطانية ص ٢٦٩.
(٤) ويسمى هذا الدرهم (البغلي) ويساوي ٨ دوانيق ٦٦ ر ٤ غرام. وقد نسبت الى (بغل) وهو اسم رجل يهودي ضرب تلك الدراهم. الكرملي : النقود العربية ص ٢٢.