فأما ديوان الجهبذة (١) ، فأعماله أيضا ، نحو أعمال سائر الدواوين المذكورة أحوالها ، والذي تجري فيه من الاموال ، هو مال الكسور والكفاية والوقاية والرواج ، وما يجرى مجرى ذلك من توابع ، أصول الاموال.
ثم ما ستزيده شرارة الجهابذة ، من الفضول على هذه التوابع ، بسبب اعنات (٢) من عليه مال من أهل الخراج ، ومن يجري مجراهم في النقود ، والصروف وما يرتفقون به من التأخيرات والتقديم عن من يتعذر عليه اداء ، في وقت المطالبة ويخرجونه في وجوه النفقات ، فان بعضهم لما وجد ذلك في بعض لنواحي ، زاد في ضمان الجهبذة بتلك الناحية على من هو ضامن لها ، ووقع التزايد في هذه الوجوه بالظلم ، والعدوان على الرعية وسائر من يقام لهم الجاري ، وتطلق لهم النفقة حتى تراقى مال الجهبذة الى جمل وافرة المبلغ ، أصل أكثرها عدوان ثم قد زال أكثر ذلك في هذا الوقت لطول الاصول فضلا عن التوابع.
__________________
(١) الجهبذة : ديوان الصيرفة. والجهبذ : الصيرفي.
(٢) الاعنات : جمع عنت : وهو الوقوع في أمر شاق.