الباب التاسع
في ديوان المظالم
[قال قدامة] هذا الديوان : سبيله أن يتقلده رجل له دين وأمانة ، وفي خليقته عدل ورأفة ليكون ذلك منه نافعا للمتظلمين ، وان يعمل [بجميع القصص](١) جامعا يعرض على الخليفة في كل جمعة. فاذا قعد للناس ، [وكان ممن له](٢) صبر على تأمل القصة والتوقيع عليها ، فعل ذلك. والا علق صاحب الديوان عليها رقعة فيها ، مجموعها لينظر (٣) في المجموع ، ويوقع على القصة بما يوجبه الحكم ، حتى اذا انقض المجلس الذي يجلسه الخليفة ، أو من يقوم مقامه. أخذ جميع القصص مجموعاتها ، وأثبت المجموعات في الديوان ، وذكر أسماء الرافعين ، وأثبت التوقيعات على قصصهم. ثم دفعت القصص بعد ذلك اليهم ، لئلا يجرى في الرقائع (٤) حيلة أو تزوير ، فان عاود المتظلم مرة أو مرتين أو ثلاثا فصاعدا ، أثبت جميع أمره في موضع واحد حتى اذا طولب باخراج حالة من ديوان المظالم ، وجد أمره كله منسوقا مجموعا في موضع واحد ، وأخرجها صاحب الديوان من غير كلفة ، ويكون في هذا
__________________
(١) بياض في الاصل والاضافة س : ت ، س. والقصص تعني العرائض.
(٢) بياض في الاصل والاضافة من : ت ، س.
(٣) في س : ننظر.
(٤) في ت : الوقائع.