الباب الحادي عشر
في ديوان البريد والسكك والطرق الى نواحي المشرق والمغرب
قال أبو الفرج : يحتاج في البريد (١) الى ديوان يكون مفردا به ، وتكون الكتب المنفذة من جميع النواحي ، مقصودا بها صاحبه ليكون هو المنفذ لكل شيء منها الى الموضع المرسوم بالنفوذ اليه ، ويتولى عرض كتب ، أصحاب البريد والاخبار في جميع النواحي. على الخليفة ، أو عمل جوامع لها ، ويكون اليه النظر في أمر الفروانقيّين (٢) ، والموقعين (٣) ، والمرتبين ، في السكك (٤) ، وتنجز أرزاقهم ، وتقليد أصحاب الخرائط ، في سائر الامصار ، والذي يحتاج اليه في هذا الديوان ، هو أن يكون ثقة ، أما في نفسه أو عند الخليفة القائم بالامر في وقته ، لان هذا الديوان ليس فيه من العمل ما يحتاج معه الى الكافي المتصفح ، وانما يحتاج الى الثقة المتحفظ والرسوم التي يحتاج اليها من أمر الديوان ، هو ما يقارب الرسوم التي بيناها في غيره ، مما يضبط به أعماله وأحواله. فأما غير ذلك من أمر
__________________
(١) البريد : كلمة فارسية وأصلها بريدة ذنب) أي محذوف الذنب وذلك أن يقال : البريد محذوفة الاذناب. فعربت الكلمة وخففت وسمي البغل بريدا ، والرسول الذي يركبه بريدا ، والمسافة التي بعدها فرسخان بريدا. الخوارزمي : مفاتيح العلوم ص ٤٢.
(٢) الفروانقيين : جمع فرانق. وهو الحامل للخرائط.
(٣) الموقعين ـ جمع موقع ، وهو الذي يوقع على الاسكدار اذا مر به بوقت وروده وصدوره.
(٤) السكك : جمع سكه : وهو الموضع ، أو المكان الذي يقيم فيه عمال البريد من رباط أو قبة ، أو بيت أو نحو ذلك.