قال الفاضل المقداد في أثره القيّم (١) أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مبعوث إلى كافة الخلق والدليل على ذلك إخباره صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك المعلوم تواتراً مع ثبوت نبوّته المستلزمة لإتصافه بصفات النبوّة التي من جملتها العصمة المانعة من الكذب ، إلى أن قال : ... يلزم من عموم نبوّته كونه خاتم الأنبياء وإلاّ لم تكن عامة للخلق ، ولقوله تعالى : ( وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا نبي بعدي.
وقد تمسكت هذه الفرقة بظاهر آيتين اُخريين :
الاُولى : قوله سبحانه : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ) ( يونس ـ ٤٧ ).
الثانية : قوله سبحانه : ( قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلَا نَفْعًا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ) ( يونس ـ ٤٩ ).
تقرير هذه الشبهة أنّ الله حدد حياة الاُمم بحد خاص ، والاُمّة الإسلامية إحدى هذه الاُمم ، فلها أجل خاص ، ومدة محدودة ، ومعه كيف يدعي المسلمون دوام دينهم وبقاءه إلى يوم القيامة ؟
وروي عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه سئل عن أجل الاُمّة الإسلامية ، فأجاب صلىاللهعليهوآلهوسلم بقوله : إن صلحت اُمّتي فلها يوم ، وإن فسدت فلها نصف يوم (٢).
لا أدري ماذا يريد القائل من الاستدلال بهاتين الآيتين : أمّا الآية الاُولى ، أعني قوله سبحانه : ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ) فصريح الآية هو أنّ الله سبحانه يبعث إلى كل اُمّة ،
__________________
(١) اللوامع الالهية في المباحث الكلامية ص ٢٢٥.
(٢) الفرائد ص ١٧ الطبعة الحجرية.