المظالم ، وتعمر الأرض وينتصف من الأعداء ويستقيم الأمر » (١).
ولعل في قوله عليهالسلام : « سبيل الأنبياء » إشارة إلى أنّ هذا الأمر موكول إلى الاُمّة بعد انقطاع الوحي وإيصاد باب النبوّة.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إذا ظهرت البدع ، فليظهر العالم علمه ، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله » (٢).
ثمّ أنّ هناك جواباً آخر ، ربّما يكون ملائماً لاُصول الشيعة الإمامية في مسئلة الإمامة والخلافة ولأجل إيقاف القارئ الكريم عليه نأتي به إجمالاً ولا يعلم إلاّ بالوقوف على معنى الإمامة لدى الشيعة ودور أهل البيت في إكمال الدين.
أنّ للشيعة الإمامية نظراً خاصاً في كيفية استغناء الاُمّة الإسلامية عن ضرورة استمرارية النبوّة وتواصلها بعد لحوق النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم بالرفيق الأعلى ، وعمدة ذلك هو ثبوت نظرية الإمامة التي تتبناها الشيعة الإمامية في باب الولاية الإلهية والخلافة بعد رسول الله.
فالإمامة عندهم عبارة عن الولاية الإلهية العامة على الخلق فيما يختص بشؤونهم الدينية والدنيوية وهي مستمرة بعد قبض النبي الأعظم ، لم يوصد بابها بل أنّه مفتوح إلى أن يشاء الله إيصاده ، وإنّما الذي ختم بالنبي الأعظم هو باب النبوّة التي هي تحمل النبأ عن الله سبحانه ، وباب الرسالة التي هي تنفيذ ما تحمله النبي عن الله سبحانه بين الاُمة (٣).
هذه الولاية الالهية غير النبوّة والرسالة وإن كانت تجامعهما تارة وتفارقهما اُخرى
__________________
(١) وسائل الشيعة كتاب الأمر بالمعروف الباب الأوّل الحديث ٦.
(٢) وسائل الشيعة كتاب الأمر بالمعروف الباب الأربعون الحديث ١.
(٣) سيوافيك توضيح الفرق بين النبوّة والرسالة في الجزء الرابع من كتابنا هذا.